يا أيها المطنب ذا الغرور

التفعيلة : بحر الرجز

يا أَيُّها المُطنِبُ ذا الغُرورِ

في سِفَةِ السودِ مِنَ الطُيورِ

في الحَسَنِ الهَدّاءِ وَالتَخيِيرِ

رَيبِ شَهاداتٍ لِدَعوى زورِ

اِسمَع فَما نَبّاكَ كَالخَبيرِ

مِن ذي صِفاتٍ حاذِقٍ نِحريرِ

صِفاتُهُ مُحكَمَةُ التَحبيرِ

ما جَعَلَ الأُسودَ كَاليَعفورِ

أَطيارُ يَعفورٍ ذَواتُ الخَيرِ

أَولى بِذاتِ فَضلِها المَذكورِ

هَذا ثَناءُ حُسنِها المَشهورِ

يا حُسنَها فَوقَ أَعالي الدورِ

في حُجَرٍ شامِخَةِ التَحجيرِ

إِذا تَهادَينَ مِنَ الوُكورِ

بِعَرصَةِ الإِناثِ وَالذُكورِ

وَطَرَدِ الغَيورِ كَالغَيورِ

تَكريرُ تَهديلٍ عَلى تَكريرِ

كَأَنَّ في هَديلِها الجَهيرِ

تَرَنُّمَ العيدانِ وَالزَميرِ

أَو كَدَوِيِّ النَحلِ في القَفيرِ

مِن مُجتَنى الذَوبِ أَخي التَغريرِ

ذَواتِ هامٍ جَهمَةَ التَدويرِ

وَأَعيُنٍ أَصفى مِنَ البِلَّورِ

في لامِعٍ مِن حُمرَةٍ مُنيرِ

لَمعَ ايَواقيتِ مَعَ الشُذورِ

إِلى قَراطيمَ نِبالٍ حورِ

كَتَوأَماتِ اللُؤلُؤِ المَذخورِ

فُصِّلَ مَقروناً مِنَ المَنثورِ

فَوقَ مَناقيرَ قِصارٍ صُوَرِ

كَرَنَّةِ البَمِّ وَرَجعِ الزيرِ

ذَواتِ ريشٍ كَمَداري الحورِ

وَأَرجُلٍ في حُمرَةِ الحَريرِ

جُردٍ كَظَهرِ الأَدَمِ المَبشورِ

بَينَ البُطونِ المُلسِ وَالظُهورِ

مِن بَينِ ما سَبطٍ وَذي تَنميرِ

كَم طائِرٍ مِنهُنَّ ذي تَشميرِ

حَزَوَّرٍ ذي ذَنَبٍ قَصيرِ

مِن مُزجَلٍ أُرسِلَ في البُحورِ

فَشَقَّ هَولَ الحَورِ وَالغُمورِ

كَفِعلِهِ بِالحَزنِ وَالوُعورِ

يَقطَعُ كَالمُستَطرِدِ المَذعورِ

في اليَومِ أَيّاماً مِنَ المَسيرِ

يَفوتُ وَثباً حُذُقَ النُسورِ

وَخاطِفَ العُقبانِ وَالصُقورِ

كَالحالِقِ الكاسِرِ لِلتَغويرِ

أَو سَهمِ رامٍ قاصِدٍ طَريرِ

أَو لِفتِ نارٍ بِيَدِ المُشيرِ

حَتّى هَوى لِلوَكرِ كَالمَمطورِ

فَضَعضَعَ الحُجرَةَ بِالنَعيرِ

وَكَبَّروا فَأَيَّما تَكبيرِ

فَرُبَّ ساعٍ عِندَها بِشيرِ

أَبَرَّ مِنهُ قَسَمُ النَذيرِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قد كاد هذا الفخ أن يعقرا

المنشور التالي

لما رأيت الليل قد تشزرا

اقرأ أيضاً