وعينني الوجود لكل فضل

التفعيلة : البحر الوافر

وَعَيَّنَني الوجودُ لكلِّ فَضلٍ

أَقَرَّ بِهِ المُعادي وَالمُوالي

فَلَستُ بِعاتِبٍ أَبناءَ دَهرِي

وَلَستُ بِماقتٍ جَورَ اللَيالي

كَفاني رُتبةً أَن صرت فَرداً

فَمالي في المَعالي مِن مِثالِ

إِذا ما لُحتُ في أُفُقٍ لِناسٍ

أَشارُوا بِالأَصابِعِ كَالهِلالِ

إِذا قالوا أَبو حَيان هَشَّت

إِلى رُؤيايَ أَفرادُ الرِجالِ

وَوَدُّوا لَو أَكونُ لَهُم نَجِياً

لِيَحظَوا بِالمَعاني وَالمَعالي

أَحُلُّ لَهُم غَوامِضَ مُشكِلاتٍ

إِذا الأَفهامُ صارَت في عِقالِ

وَأُفصِحُ عَن مَعانٍ غامِضاتٍ

إِذا خَرسَ الفَصيحُ لَدى المَقالِ

وَكانَ الدَهرُ عُطلاً مِن إِمامٍ

فَأَضحى جيدُهُ بي وَهوَ حالِ

سَلَكتُ طَريقَةً في الشَرعِ كانَت

طَريقَ الناسِ في الحِقَبِ الخَوالي

وَفارَقتُ التَعصُّب في أُمورٍ

فَأَدرَكتُ القَصِيَّ مِن المَنالِ

وَما أَبناءُ دَهري يَعرِفوني

وَهَل لِلنَقصِ علمٌ بِالكَمالِ

رَأَوا شَبحاً يُشاكِلُهُم فَقاسوا

بِأَني مِثلُهُم وَالفَرقُ عالِ

وَلَو كانَ القِياسُ يُفيدُ شَيئاً

لَكانَ الصَخرُ مِن ضَربِ اللآلي

أَقَمتُ بِمِصرِهِم عِشرين حَولاً

وَخَمساً مُملِيا غُرَرَ الأَمالي

فَما دَنَستُ آمالي بِمالٍ

لَهُم يَوماً وَلا علِموا بِحالي

سَجِيَّةُ زاهِدٍ فيما لَدَيهم

غَني بِالعِلم عَن خَوَلٍ وَمالِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

وعاش بدعوى العلم ناس وما لهم

المنشور التالي

قل للذي أهوى على هجره

اقرأ أيضاً