ما لليراعة لا ريعت بحادثة

التفعيلة : البحر البسيط

ما لِليَراعَةِ لا رِيعَت بِحادِثَةٍ

استَعجَمَت وَلِحِبري الآنَ قَد جَمُسا

وَلِلقَوافي قَفَت مالي فَلا أَدبٌ

يُملى وَلا نَشَبٌ يُريح مُبتَئِسا

فَصفحةِ الطِّرسِ مِن دَرّي مُعَطَّلَةٌ

وَرَسمُ جُوديَ إِذ قَلَّلتُ قَد دَرَسا

وَقَد ذَوت زَهَراتُ الشِعر وا أَسَفا

لَمّا غَدا ماءُ فكري غائِراً يَبَسا

كَأَنَّني لَم أُعَمِّر مُنتَدى أَدبٍ

وَلَم أَجُل لِلصِبا في حَلبَة فَرَسا

سَدَدتُ بابَ القِرا عَن كُلِّ مُلتمِس

إِن كُنتُ أَسكُنُ بَعدَ العامِ أَندَلُسا

وَرُبَّ ذِي حَنَقٍ تَغلي مَراجِلُهُ

ناراً فَيشعِلُ من فيهِ لَنا قَبَسا

رَأى سُموي وَما أُوتيتُ مِن شَرَفٍ

فَرامَ هَتكَ حِمىً مازالَ مُحتَرَسا

حِمىً حماهُ حَمِيُّ الأَنفِ ذو كَرَمٍ

كَالأَسجَمِ اِنهَلَّ أَو كَالضَيغَمِ اِفتَرَسا

مفَوَّهٌ إِن دَعا حُرَّ الكَلام أَتى

بديعُهُ نَحوَهُ مُستَعجِلا سَلِسا

فَمِن قَلائد يَعلُو الدُرُّ جَوهَرَها

وَمِن فَرائد يَجلُو نورُها الغَلَسا

أَعجِب بِهِ مِن خَطيبٍ ماهِرٍ نَدسٍ

إِن قِستَ قَساً بِهِ تَخالُهُ وَدَسا

بَل العُجابُ مُقامي بَينَ ذي وَحَرٍ

وَحاسِدٍ بِسِوى الأَعراضِ ما نَبَسا

قَومٌ إِذا غِبتُ قالوا ما يليقُ بِهم

وَإِن حَضَرتُ تَراهُم خُشَّعا نُكُسا

ذَنبي إِلَيهِم نُفُوذي حينَ تفجَؤُهُم

مُسَغَّباتٌ يُدَلِّهنَ الفَتى النَدُسا

وَإِنَّني مثلُ ماءِ المُزنِ لا رَنَقٌ

كَذاكَ بردي نَقيٌ ما رَأى دَنَسا

ما كانَ ضَرَّهُمُ لَو أَنصَفُوا رَجُلاً

ما نامَ وَهناً عَلى هَجرٍ وَلا هَجَسا

أَما دَرَوا أَنَّني لَو شِئتُ أَفضَحُهُم

بِمُفصِحاتٍ وَإِن أَبصَرتَها خُرُسا

مِن كُلِّ شارِدَةٍ عَذراءَ ناهِدَةٍ

يَكونُ إِهداؤُها لَهُم لَها عُرُسا

وَكُلِّ فاصِمَةٍ للظَهرِ قاصمةٍ

تَرُدُّ مَن كانَ جَذلانا حَليفَ أَسى

لَكن نَهانيَ عَنهُم أَنَّهُم نَجَسٌ

وَمقوَلي قَد أَبى أَن يذكُرَ النَجَسا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

تنفس من أهوى فأرج عرفه

المنشور التالي

أيا كاسيا من جيد الصوف جسمه

اقرأ أيضاً