رسالة معايدة من شيخ فلسطيني

التفعيلة : حديث

دعني فإنّكَ غافلٌ متشاغِلُ

والسَّرج فوق حصان عزمك مائل

أنا لا أراك لأن دمعي كُلَّما

حاولتُ أن أرنو إليكم هاطلُ

عندي جراحي والأنين ودمعتي

وتسلط الباغي، وظلمٌ هائلُ

في غزة الأبطال خطوي مسرع

أملاً، وخَطْوُ مواجعي متثاقلُ

دعني فعيدك لعبة نارية

فيها على فرح الصغار دلائل

أمَّا أنا فسمَاءُ أرضي حينَمَا

يبدو الهلالُ، قذائفٌ وقنابل

العيد جاء مكبَّلاً بحصارنا

تغلي عليه من الخُطُوب مراجلُ

فرحي بعيدي سُنَّةٌ محمودةٌ

وأنا لِمَا أمَرَ المُهيمنِ فاعلُ

ما زالَ يُفرحُنا قدوم هلالِهِ

فرحاً بهِ، لمَّا يُطلُّ نُقابلُ

ونظلُّ في ألم الحصار وجورهِ

من أجلِ بشرى المسلمين نناضلُ

فرحٌ وحزنٌ يصنَعانِ حكاية

للعيدِ، ليس لِمَا حوتهُ مثائلُ

في أرضنا المحتلة العيد الْتَقى

بصمود شعبٍ أثْخَنَتْهُ قَلاقِلُ

شعبٌ يرابطُ في الثغور ولمْ يزلْ

يَلْقَى العّدوَّ بهمَّةٍ ويقاتلُ

تتكالبُ الدُّنيا عليهِ ولم يزلْ

طوداً يناطحه الشقيُّ الجاهلُ

يا من يسائلني عن العيد الذي

يأتي إلى الأقصى وفيه نوازلُ

عجباً، أتسألني وفي شاشاتكم

عَرْضٌ بأنواعِ المصائبِ حافِلُ

عن غزَّة الأبطال في نَشراتِكُم

صورٌ يضيقُ بما حوتهُ النَّاقِلُ

وعنِ الخليلِ ومسجد الأقصى، وعن

أرضٍ تُقَّاوِمَ لصّهُا وتناضِلُ

دعني وحالي لا تسلني، ربَّما

بعثَ الجراحَ الساكناتِ السائلُ

أنا لنْ أُجيبكَ، كمْ سؤالٍ دونهُ

وخْزٌ منَ الألم المُبرِّح قاتِلُ

عذراً إذا ما قلتُ إنَّ سعادتي

بالعيدِ يَرْصُدُها الأسى ويُخَاتِلُ

بيني وبين سعادتي بالعيد في

أكنافِ مسجدنا تَحُولُ حوائلُ

زفَّته قنبلة إليَّ، تصبَّحتْ

بلهيبها داري وابني الراحلُ

فبأِّي إحساسٍ يقابل عيدَه

شيخٌ على دَرْبِ الجراح يُواصِلُ؟

عيديَّتي فكُّ الحصار ونُصْرةٌ

تأسو الجراح، فهل لديكَ بدائلُ؟!


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

وأضأت ليلي

المنشور التالي

للحب قلب نابض

اقرأ أيضاً