عهد المشوق بوصل الأنس الخرد

التفعيلة : البحر البسيط

عَهدُ المَشوقِ بِوَصلِ الأُنَّسِ الخُرُدِ

يَكادُ يَشرَكُ نَجمَ اللَيلَ في البُعُدِ

لَم أَرَ كَالهَجرِ لَم يُرحَم مُعَذَّبُهُ

وَالوَصلِ لَم يُعتَمَد مُعطاهُ بِالحَسَدِ

إِن تَغلُ في اللَومِ أُغرِق في اللَجاجِ وَإِن

تُكثِر مِنَ العَذلِ أُكثِر مِن جَوى الكَمَدِ

وَموضِحٍ لي سَبيلَ الرُشدِ قُلتُ لَهُ

الرُشدُ صابٌ وَبَعضُ الغَيِّ مِن شُهُدِ

أَهوى الثَراءَ وَكَم مِن ثَروَةٍ كَسَبَت

لِيَ العَداوَةَ مِن رَهطي وَمِن وَلَدي

حَتّى لَأَنكَرتُ مَن قَد كُنتُ أَعرِفُهُ

مِنَ الأَخِلّاءِ وَاِستَوحَشتُ مِن بَلَدي

وَكَم أَضَقتُ وَما أَشفَقتُ مِن بُلَغٍ

وَلا مَدَدتُ إِلى غَيرِ الصَديقِ يَدي

هَل تُبدِيَنَّ لِيَ الأَيّامُ عارِفَةً

إِلى أَبي مُسلِمِ الكَجِّيِّ أَو أَسَدِ

كِلاهُما آخِذٌ لِلمَجدِ أُهبَتَهُ

وَباعِثٌ إِثرَ نُجحَ اليَومِ نُجحَ غَدِ

لِلَّهِ دَرُّكُما مِن سَيِّدَي زَمَنٍ

أَجرَيتُما مِن مَعاليهِ إِلى أَمَدِ

وَجَدتُ عِندَكُما الجَدوى مُيَسَّرَةً

أَوانَ لا أَحَدٌ يُجدي عَلى أَحَدِ

وَقَد تَطَلَّبتُ جَهدي ثالِثاً لَكُما

عِندَ اللَيالي فَلَم تَفعَل وَلَم تَكَدِ

لَن يُبعِدَ اللَهَ مِنّي حاجَةً أَبَداً

وَأَنتُما غايَتي فيها وَمُعتَمَدي

إِن تُقرِضا فَقَضاءٌ لا يَريثَ وَإِن

وَهَبتُما فَقَبولُ الرِفدِ وَالصَفَدِ

وَفي القَوافي إِذا سَوَّمتُها بِدَعُ

يَثقُلنَ في الوَزنِ أَو يَكثُرنَ في العَدَدِ

فيها جَزاءٌ لِما يَأتي الرَسولُ بِهِ

مِن عاجِلٍ سَلِسٍ أَو آجِلٍ نَكِدِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

رددت بعيسى الروم من حيث أقبلت

المنشور التالي

نجيئك عائدين وكان أشهى

اقرأ أيضاً