أقرب من قولك يا عمرو

التفعيلة : البحر السريع

أقربُ من قَولكَ يا عَمْرو

حالٌ بها ينكشفُ الضَّرُّ

فلا تَبِتْ أسوانَ في غَمرةٍ

ضاقَ بها ذرعكَ والصَّدرُ

واتخذ الصَّبَر لها جُنَّةً

فمن شِعارِ الحازمِ الصَّبرُ

هي العُلى عِلْقٌ إذا قِسْتهُ

مُسترخصٌ والثَّمَنُ العُمرُ

إنَّ امْرءاً ماتَ على مجْده

لَخالدٌ ما خَلَد الذكْرُ

لا خيرَ في مُثْرٍ لا شاكرٍ

فإنما المالُ هو الشكْرُ

أحجارُ سُوءٍ جُعلتْ آلَةً

وسِرها النفعُ أو الضَّرُّ

يُصيبُ من يبذلُها أجْرهُ

وللذي يُحرزها الوزْرُ

حاشا لمثلي أنْ يُرى ضارعاً

وجيشُ عزمي لَجِبٌ مَجْرُ

لكن يُداري حَرجي معشراً

لي في مُداراتهم العُذْرُ

إن شامَ غيري بارقاً من نَدىً

فَضَّلهُ فهو أذن نُكْرُ

أيُّ مَحلٍ لنجومِ الدُّجى

يبقى إذا ما جُهلَ البدرُ

وا عجبا من همَّتي والسُّرى

للهِ في تقديره سِرُّ

يبكي العراق الدَّم من فُرقتي

وليس لي من غمركم بِشرُ

لم تَزَلَ الآمالُ غَرَّارةً

يشقى بها الحازمُ والغَمْرُ

كلُّ بَعيدِ رائعٌ صِيتُه

كذَّب فرطَ الخَبرِ الخُبْرُ

يُستعظمُ الآلُ إذا ما جَرى

والريُّ ما تبذلهُ الغُدرُ

حُبُّ دُبيسِ غربةٌ في الهوى

شابه فيها المدَرَ الدرُّ

فاق الهوى العُذريَّ وَجْدي به

فطابَ لي في حُبهِ المُرُّ

لله مَهمومٌ بآمالِهِ

ليس تُسري همَّهُ الخمرُ

أوْقَرُ من نادمني عِندها

ذو سَفهٍ من شأنه الهُجرُ

أنَّ أولى التيجانِ من خِنْدفٍ

قومي إذا ما ذكرَ الفخرُ

تهفو لنا الراياتُ خَفَّاقةً

إذا دعا نجدتنا الذُّعرُ

فارعوا حقوقَ المجدَ تحظوا بهِ

في ملِكٍ حِليتُه الشعرُ

فربما أُعتِبَ مسُتعتبٌ

من حظنا أو عطف الدهرُ

لا نَعمةٌ تبقى ولا نِقمةٌ

ولا غِنىً دامَ ولا فَقرُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ترفعت عن مدح الرجال وقادني

المنشور التالي

حلفت بما شادت تميم من العلى

اقرأ أيضاً