سألت إلهي أن يعيش بغبطة

التفعيلة : البحر الطويل

سألْتُ إِلهِي أنْ يعيشَ بغِبْطَةٍ

إِمامُ الهُدى ما أرْزَمَتْ أمُّ حائلِ

فحِفْظُ العُلى والمَأثُراتِ بحِفْظِهِ

يُصَرِّفُها ما بينَ حَزْمٍ ونائلِ

سَقى هامِداتِ الخيرِ عَدْلاً ورحْمَةً

وجوداً فأضْحَتْ غُبْرُها كالخمائلِ

ولم يَرْضَ بالعَدْلِ العَميمِ فَزادَهُ

نَوافِلَ منْ معْروفِهِ والفَواضِلِ

مَريرُ القُوى ماضِي العَزائمِ رائحٌ

معَ الحَزْمِ مُشْقي نيبهِ والعَواذِلِ

كريمٌ يَرى أمْوالَهُ كَعُداتِهِ

فيَغْزوهُما غَزْوَ الكَميِّ المُباسِلِ

فيضْرِبُ في أعْدائهِ غيرَ ناكِلٍ

ويَفْتِكُ في أمْوالِهِ غيرَ باخِلِ

تُشَدُّ حُباهُ في النَّدِيِّ براجِحٍ

رَحيبِ نَواحي الحِلْمِ جَمِّ الفَضائلِ

فتى الخيرِ لا تَعْرو سَجاياهُ غِلظَةٌ

ولا يُخْتَشى منْ كَيْدِه والمَخاتِلِ

ولا يرْكبُ البَغْيَ الشَّنيعَ اقْتِدارُهُ

إذا خَفَّ حِلْمُ اللَّوْذَعِيِّ الحُلاحِلِ

ولكنْ سَليمُ القلْبِ مِن صَوَرِ الهوَى

رَاياهُ مِن إِيمانِهِ في مَعاقِلِ

يُضِيءُ بنورِ القُدْسِ صَلْتُ جَبينِهِ

إذا ما الدُّجى ألْقَتْ يَداً في الهَواجِلِ

رأى الناسُ منه ما رَأوا منْ مكارِمٍ

غَدَتْ بأحاديثِ الكِرامِ الأوائلِ

فقالوا شَبابُ الدهرِ عادَ وانْشِرَتْ

مكارِمُهُ مِنْ كَفِّ أبْلَجَ عادِلِ

ولو عَلِموا ما باتَ يُضْمِرُ قَلْبُهُ

ويَنْويهِ منْ مُسْتَقْبَلِ الخيرِ شامِلِ

لَقالوا حَسَوْنا نَغْبَةً ووَرءاها

غَطامِطُ يَمٍّ لا يُكَفُّ بِساحِلِ

كأنَّ الإِمامَ المُسْتَضيء وهَديَهُ

غَداةَ أدالَ الحَقَّ مِنْ كُلِّ باطِلِ

سَنى الصُّبْحِ أعطى خابِطَ الوعْر رُشدَهُ

إلى لَقَمٍ سَهْلِ المَسالِكِ آهِلِ

فبورِكَ منْ حَبْرٍ إِمامٍ مُؤيَّدٍ

تُقاهُ دُروعٌ ضافياتُ الذَّلاذِلِ

إِمامٌ تَساوى في فَريضَةِ حَمْدِهِ

ضَميرُ الذي يُثْني وجمْعُ المَحافِلِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

راسي الحبى في سلمه ونديه

المنشور التالي

هنيئا للمناقب والمعالي

اقرأ أيضاً