كل شيءٍ مصيره للزوال

التفعيلة : البحر الخفيف

كُلُّ شَيءٍ مَصيرُهُ لِلزَوالِ

غَيرَ رَبّي وَصالِحِ الأَعمالِ

وَتَرى الناسَ يَنظُرونَ جَميعاً

لَيسَ فيهِم لِذاكَ بَعضُ اِحتِيالِ

قُل لِأُمِّ الأَغَرِّ تَبكي بُجَيراً

حيلَ بَينَ الرِجالِ وَالأَموالِ

وَلَعَمري لَأَبكِيَنَّ بُجَيراً

ما أَتى الماءُ مِن رُؤوسِ الجِبالِ

لَهفَ نَفسي عَلى بُجَيرٍ إِذا ما

جالَتِ الخَيلُ يَومَ حَربٍ عُضالِ

وَتَساقى الكُماةُ سُمّاً نَفيعاً

وَبَدا البيضُ مِن قِبابِ الحِجالِ

وَسَعَت كُلُّ حُرَّةِ الوَجهِ تَدعو

يا لِبَكرٍ غَرّاءَ كَالتِمثالِ

يا بُجَيرَ الخَيراتِ لاصلحَ حَتّى

نَملَأَ البيدَ مِن رُؤوسِ الرِجالِ

وَتَقَرَّ العُيونُ بَعدَ بُكاها

حينَ تَسقي الدِما صُدورَ العَوالي

أَصبَحَت وائِلٌ تَعِجُّ مِنَ الحَر

بِ عَجيجَ الجِمالِ بِالأَثقالِ

لَم أَكُن مِن جُناتِها عَلِمَ اللَهُ

وَإِني لِحَرِّها اليَومَ صالِ

قَد تَجَنَّبتُ وائِلاً كَي يُفيقوا

فَأَبَت تَغلِبٌ عَلَيَّ اِعتِزالي

وَأَشابوا ذُؤابَتي ببُجَيرٍ

قَتَلوهُ ظُلماً بِغَيرِ قِتالِ

قَتَلوهُ بِشِسعِ نَعلٍ كُلَيبٍ

إِنَّ قَتلَ الكَريمِ بِالشِسعِ غالِ

يا بَني تَغلِبَ خُذوا الحِذرَ إِنّا

قَد شَرِبنا بِكَأسِ مَوتٍ زُلالِ

يا بَني تَغلِبٍ قَتَلتُم قَتيلاً

ما سَمِعنا بِمِثلِهِ في الخَوالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لَقِحَت حَربُ وائِلٍ عَن حِيالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لَيسَ قَولي يرادُ لَكِن فعالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

جَدَّ نَوحُ النِساءِ بِالإِعوالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

شابَ رَأسي وَأَنكَرَتني القَوالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لِلسُرى وَالغُدُوِّ وَالآصالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

طالَ لَيلي عَلى اللَيالي الطِوالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لِاِعتِناقِ الأَبطالِ بِالأَبطالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

وَاِعدِلا عَن مَقالَةِ الجُهّالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لَيسَ قَلبي عَنِ القِتالِ بِسالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

كُلَّما هَبَّ ريحُ ذَيلِ الشَمالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لِبَجَيرٍ مُفَكِّكِ الأَغلالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لِكَريمٍ مُتَوَّجٍ بِالجَمالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لا نَبيعُ الرِجالَ بَيعَ النِعالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لِبُجَيرٍ فداهُ عَمّي وَخالي

قَرِّباها لِحَيِّ تَغلِبَ شوساً

لِاِعتِناقِ الكُماةِ يَومَ القِتالِ

قَرِّباها وَقَرِّبا لَأمَتي دِر

عاً دِلاصاً تَرُدُّ حَدَّ النِبالِ

قَرِّباها بِمُرهَفاتٍ حِدادٍ

لِقِراعِ الأَبطالِ يَومَ النِزالِ

رُبَّ جَيشٍ لَقيتُهُ يَمطُرُ المَو

تَ عَلى هَيكَلٍ خَفيفِ الجِلالِ

سائِلوا كِندَةَ الكِرامَ وَبَكراً

وَاِسأَلوا مَذحِجاً وَحَيِّ هِلالِ

إِذا أَتَونا بِعَسكَرٍ ذي زُهاءٍ

مُكفَهِرِّ الأَذى شَديدِ المَصالِ

فَقَرَيناهُ حينَ رامَ قِرانا

كُلَّ ماضي الذُبابِ عَضبِ الصِقالِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

هل عرفت الغداة من أطلال

المنشور التالي

نحن منعناكُم ورود النهر

اقرأ أيضاً