فتى الانتحار

التفعيلة : حديث

ارتدتُ أردأَ الحاناتِ على أملِ أنْ أُقـتَـل.
لكنْ، كلُّ ما استطعتُ فعلَه
هو أنْ أسكرَ وأسكر.
والأسوأ ؛ صار رُوّادُ الحانةِ يحبّونني!
كنتُ أحاولُ أنْ يدفعني أحدُهم إلى الهاوية،
لكنهم صاروا يقدّمونَ لي الشرابَ مجاناً.

بينما شخصٌ آخرُ ..
مسكينٌ ما، ابنُ عاهرةٍ ما،
ممدَّدٌ على سريره في المشفى
والأنابيبُ مثـبَّـتةٌ على كاملِ جسمه،
وبينما يصارعُ بضراوةٍ لكي يعيش
لم يساعدني أحدٌ لكي أموت!
فظلّت الكؤوسُ تُـدارُ عليّ
واليومُ التالي ينتظرُني بكلّابته الفولاذية.

بغموضهِ الكريه
وبسلوكهِ الطائش ..
الموتُ لا يأتي راكضاً حين تطلبه،
سواءً طلبته من قلعة مشرقة
أم من قاربٍ في عرض المحيط
أم من أفخم حانةٍ على وجه الأرض (أو أردأ حانة).
جُرأتُـكَ هذه ..
تجعلُ الآلهةَ يتردّدون ويؤجّلون الموعد.

اسألني،
عمري ٧٢ عاماً.


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قيس مجنون ليلى

المنشور التالي

ها أنذا

اقرأ أيضاً