قيس مجنون ليلى

تصنيف القصة : سرد
قيس أبن الملوح وليلى من سكان نجد وكان قيس تربى منذو نعومة الأظافر مع ليلى وعشقوا بعض، ولما كَبر قيس تقدم لخطبتها وأتى جواب عمهِ بالرفض والسبب؟ لا نزوج من قال في بناتنا الشعر
كان قيس يحب ليلى حبًا جما ولكن بعدما رفض عمه أن يزوجها له فتحول من رجلٍ عاديٍ إلى شاعر البادية حيث كان يتنقل في البلاد يتغنى بالشعر الذي أخذ يكتبه في ليلى تعبيرًا عن حبه الشديد لها، فتنقل بين بلاد الشام والحجاز اليمن وغيرها من بلاد الجزيرة العربية
ومن قوله:
فقلت خضبت الكف بعد فراقنا؟
ولما تلاقينا على سفح رامة
وجدتُ بنان العامرية أحمرا
فقالت معاذ الله ذلك ما جرى
ولكنني لما رأيتك راحلاً
بكيت دمًا حتى بللت بهِ الثرى
مسحت بأطرافُ البنان مدامعي
فصار خضاباً بالأكف كما ترى
وبعد رفض عمه لزواجه من ليلى وقف في أول ليلة قيس أمام غرفة الحب الأولى وقال: وَجَدتُ الحُبَّ نيراناً تَلَظّى قُلوبُ العاشِقينَ لَها وَقودُ فَلَو كانَت إِذا اِحتَرَقَت تَفانَت وَلَكِن
كُلَّما اِحتَرَقَت تَعودُ كَأَهلِ النارِ إِذ نَضِجَت جُلودٌ أُعيدَت لِلشَقاءِ لَهُم جُلودُ
ثم خرج لقيس أبن عم ليلى الأخر وقال له ألا يكفي أن في شعرك لمست شرف عائلة ليلى
فقال قيس : ليس صحيح! فقال أبن عمهِ للناس المتجمعة على قيس أرجموه فلقد حُلل دمه وفي الطرف الأخر سمعت ليلى الصوت خارج البيت ووجدت الناس ترجم قيس فأندفعت بجسمها لحمايته
وكانت الناس ترجم قيس فقالت له ليلى :
أذهب قبل أن تشتعل النار!
فوقف قيس وراح يصرخ وقال :
وَإِنّي لَمَجنونٌ بِلَيلى مُوَكَّلٌ
وَلَستُ عَزوفاً عَن هَواها وَلا جَلدا
إِذا ذُكِرَت لَيلى بَكَيتُ صَبابَةً
لِتَذكارِها حَتّى يَبُلَّ البُكا الخَدا
وبعد ما هرب قيس جاء أبن عم ليلى لها وقال:
هل أضلك الحب يا ليلى؟
فقالت أي ضلال!
فقال لها قصيدة شعر لقيس وأنها جاءت إليه وزنت معاه،
فوقفت مصدومةً من شعر قيس! وراحت تصرخ كذب..كذب وراحت لبيتها تبكي،وكانت تلك القصيدة إلا هي كذب على قيس من فعل أبن عمها الأخر
ومرت الأيام حتى أتى موسم الحج فأتى أبوقيس له وقال سوف أخذك معي للحج وعندما وصل تعلق قيس بالكعبة وقال :
يارب زدني فيها حبًا وفيها كلفًا
ولا تنسني ذكراها أبدًا
وقال :
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج
بمكة والقلوب لها وجيب
فَقُلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلدٍ حَرامٍ
بِهِ واللّه أُخْلِصَتِ القلُوبُ
أتوب إليك يارحمن مما
عملت فقد تظاهرت الذنوب
فأما من هوى ليلى وتركي
زِيارتَها فَإنِّي لا أَتوبُ
وكيف وعندها قلبي رهين
أتوب إليك منها أو أنيب
ثم هرب قيس للصحراء حتى كاد يموت، ووجده الوالي على المدينة واخذه لقصره، فقال له حدثني، فلما قص عليه فصته أشفق عليه وطلب من ابوليلى يدها لقيس وأعطاه ثلاث
شفاعات، شفاعة الوالي، شفاعة الكرامة، شفاعة قلب قيس، وذهب أبو ليلى لها، وقال لها لقد تقدم لخطبتك قيس بشفاعة من الوالي
وهناك رجل أخرى جميل وجميل الخصال، فقالت ليلى: تكفيني شفاعة قلب قيس ولكن أرفضه وسوف أتزوج الرجل الأخر، وبكل برود رفضت قيس وأرادت أن تتزوج الشخص الثاني الذي أسمه ورد
وراح قيس يضرب بطول البلاد وعرضها وقال، أحقا؟ عشيقة الطفولة ترفضني؟، لم يحتمل كل هذا حتى هرب إلى الصحراء وبعد فترة مر من عنده خيالة، فسألهم أتعرف ليلى فقال نعم فقد تزوجت ورد، فَجُن قيس وطلب منهُ أن يوصله للمدينة
وقال عندما وصل :
أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى
أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا
وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي
وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا
فلما وجد ورد قال والله أنكَ شوك، ثم راح يسألهُ بُحرقة
بِرَبِّكَ هَل ضَمَمتَ إِلَيكَ لَيلى
قُبَيلَ الصُبحِ أَو قَبَّلتَ فاها
وَهَل رَفَّت عَلَيكَ قُرونُ لَيلى
رَفيفَ الأُقحُوانَةِ في نَداها
كَأَنَّ قُرُنفُلاً وَسَحيقَ مِسكٍ
وَصَوبَ الغادِياتِ شَمِلنَ فاها
؟ فقال له: نعم والله
ومن هنا كان هناك قيس، ورد، ليلى، أبوليلى، وأبن عم ليلى الذي قال شعرًا كذًبا في ليلى وأعترف أمامهم بأن قيس لم يكتب هذا الشعر ولكن أنا من فعلت، فسقط قيس على
الأرض وامسك الجمر بيديه وراح يصرخ، حتى سقط على الأرض واغماء عليه من الألم
وعندما أستفاق فقال له ورد أرى أنك ظُلمت وظَلمت معك ليلى،
فذهب ورد لـليلى وقال لها: إن شئتِ طالقتك الآن!
فقالت: لقد حدث ما حدث واختار الزمان لي الفراق عن قيس
فقال قيس وهو يبكي وراح يردد لا أصدق ما يحدث هنا، وراح يردد ليلى لا ليلى لا!
وهرب قيس إلى الصحراء وراح يتغزل بالغزلان، وروي أن امرأة من قبيلته كانت تحمل له
الطعام إلى البادية كل يوم وتتركه فاذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام فتعلم انه ما زال على قيد الحياة
وفي يومًا من الأيام وجدت أن الطعام لم يمس فأخبرت أهل قيس فذهبوا يبحثون عنه حتي وجدوه في وادي وقد توفي ووجدوا بيتين من الشعر عند راسه خطهما بإصبعه هما:
تَوَسَّد أحجار المهامِهِ والقفرِ
وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ
فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً
فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ

نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ولما تلاقينا على سفح رامه

المنشور التالي

فتى الانتحار

اقرأ أيضاً