هناك عند المنعطف

التفعيلة : نثر

هناكَ عِندَ المنعَطَفْ،
في آخرِ الطَّريقْ،
قد كانَ لي صَديقْ..
أعزّهُ، أحبُّهُ مَحبَّةَ الشَّقيقْ

منذُ الطُّفولةِ والصِّبا
كانتْ لنا أيّامْ
كانتْ لنا جَولاتنا،
كانتْ لنا سَهراتنا،
أخبارُنا، أسرارُنا،
كانت لنا الآمالُ
والأحْلامُ والأوْهامْ
تمشي على أقدامْ…
لكنّما انشغالنا،
في زَحْمَةِ السِّباقْ،
في عَصْرِنا هذا الذي
يدعوكَ لِلّحَاقْ،
قد أبعَدَ المزارَ
وأسْدَلَ السِّتارَ
ولم نعُدْ لنلتقي
برغمِ الاشتياقْ…

أقولُ كُلَّ يومْ:
لا بدَّ أن ألقى غدًا
صديقيَ الحَميمْ،
لا بدَّ أن نَعودَ ما كُنّاهُ في القَديمْ،
والوَقتُ يمضي مُسرِعًا
يومًا وراءَ يوَم،
يمضي كما الِّلصُّ فلا أكادُ أستفيقْ
إلاّ وقد ودََّعْتُ عامًا
قبلما أفيقْ!
البابُ يُطرقُ في الصَّباحْ،
أقولُ: يا فتاّحْ!
أجري فأفتحُ كي أرى
جارًا لنا في البابْ،
يغشاهُ الاكتئابْ
يقاومُ البُكاءْ،
يقولُ باقتضابْ:
صَديقُكَ العَزيزُ عندَ المُنعَطَفْ…
لكُمْ طولُ البقاءْ!


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يوم الوعد

المنشور التالي

خمري دمي

اقرأ أيضاً

وقهوة يترامى

وَقَهْوَةٍ يَتَرامى شَعاعُها بِلَهِيبِ جَعَلْتُها حَظًّ نَفْسِي عِشْقاً لهَا وَنَصِيبِي بِيَوْمٍ سَعْدٍ مُصَفَّى مِنَ الزَّمانِ المَشُوبِ فَسَقِّنِي تِذْكاراً…

الآن بعدك

اُلآن بَعْدَكِ… عند قافيةٍ مناسبةٍ ومنفى، تُصلح الأشجارُ وقفتها وتضحك. إنه صيف الخريف… كَعُطْلَةٍ في غير موعدها، كثقبٍ…