سقاك الحيا ريا وحياك أربعا

التفعيلة : البحر الطويل

سقاك الحيا ريا وحياك أربُعا

نعمنا بنعمان يهن فلعلعا

وجادك جود الدمع يا سفح رامة

بسفح إذا ضن السحاب وأقلعا

فكم مر لي عيش بظلك حاليا

سرى غير مذموم حميداً وأسرعا

مخمصانة غيداء سحر جفونها

يدير علينا البالي المشعشعا

بدت ومضاهي البدر تحت قناعها

فلولا التقى صدقت فيها المقنعا

من القوم لا أدري أأسياف قومها

بيوم الوغى أم لحظها كان أقطعا

لقد حملتني عبء يوم فراقها

ولو حملته يذبلا لتضعضعا

وأقسم ما حققت عند وداعها

أصبري أم عمري أم الحب ودّعا

فواق رجونا الري منه على ظما

فجرعنا صاب المصاب بأجرعا

ودهر طلبنا القرب فيه من النوى

ففرق من آمالنا ما تجمعا

أرتنا الليالي حاليات ضيعها

فلما اختبرناهن كان تصنعا

لقد وهبتنا فاستردت هباتها

ولم تهب الأيام إلا لتمتعا

ومن صحب الدنيا ولو عمر ساعة

تحول فيها حاله وتنوعا

وليل غدا في كان بفوده

من الزهر تاجاً باليواقيت رصعا

قطعت بقطع منه كل تنوفة

قد اتخذتها الفتخ مرعي ومرتعا

بأجرد لو كلفت سرعة سيره

وشأو مداه البرق أطرق مهطعا

إلى حضرة المولى الذي نوى وجهه

غنينا به عن مطلع البدر مطلعا

كمال أولى العلم الشريف ومن به

تشيد من ركن الهدى ما تصدعا

وبيت الفخار المحض ما شابه قذى

صفا مشرباً للناظرين ومشرعا

كريم كأن الجود باسط كفه

فلم يثن من راحاته الدهر إصبعا

وحيد العلا لو رام شفعا لوتره

من الدهر يوماً لم يكن ليشفعا

سعى لطريف المجد بعد تليده

فأدركه والندب يدرك ما سعى

ولم تر عيني قبله ذا براعة

بأعذب منه في الخطاب وأبدعا

تروح الموالي كالموالي لأمره

وتغدو لديه خضعا منه خشعا

ومن عظم الله العلي تطوعا

له عظمته العالمون تطوعا

تصون العلا أقلامه فكأنها

فؤاد عليه ضم منهن أضلعا

ويرهب بالكتب الكتائب والذي

أراع العدى منه اليراع وأجزعا

إمام أشد العي إحصاء فضله

أتطمع أن تحصى الغيوث وتجمعا

ففي أي علم لا يرى علما به

وعن أي شيء لم يكن متورعا

وفي أي درس لم يعد دارس الهدى

كما كان مأهولا وقد صار بلقعا

ومشكل بحث لا يحث بخايب ال

إجابة تأصيلاً له وتفرعا

فيا خير من أعطى وأولى وحا

ول المعالي فاستولى وقال فأسمعا

تباعد عني الأقربون وصدني الص

صديق وأسدى لي الزمان التفجعا

ولم تضمر الحقد الممض ضمائري

على من جنا إلا صفحت توجعا

فإن كمال المرء ما بات مغضيا

عن العيب عينا أو عن الفحش مسمعا

وإنك إن تجزي المسيء بفعله

أضعت حقوق المجد من حيث ضيعا

ومن ذا الذي إن أنت وفيت عهده

وفالك أو راعيت جانبه رعا

تروم صفاء من جبلة آجن

وقد جبلت فيه الطبائع أربعا

وترجو انتقال الود من قلب غادر

وقد غلب المطبوع أن يتطبعا

على ما تري الأيام تبدو لأهلها

إذا أعتقت منها وضعاً عفت موضعا

سقي الصيب المنهل بالوبل نج

لك الشهيد وأمري جانبيه وأمرعا

ولو لم يشب مدرار سحب مدامعي

نجيعُ دمي سقّيت مثواه أدمعا

ولا برحت أكنافه روضة زها

بها الزَهَرُ الزاكي الأريج تضوعا

فقدناه حبراً دونه البحر وارتدى

رداء الردى مع فضله وتدرعا

ولما ثوى في قدر خمسة أذرع

شققنا به من شقة الصبر أدرُعا

على الرغم منا أن نجيد رثاءه

ولما نجد فيه المديح المسجعا

ولو دافعت من دونه البيض والقنا

حكمنا بها قطعاً وبالسمر شرعا

على كل سرحوب كلجة مزبد

تدفق في تياره وتدفعا

ولكنها الأقدار لم تخش جاسراً

عليها ولا من جاءها متضرعا

عزاءً وإن عز العزاء بمثله

وصبراً فإن الصبر يحسن موقعا

وفي خلف عوضته من شقيقه

زواهرُ فضل تبهر الزُهر طلعا

ومن كنت يا بن الأكرمين له أباً

فلا غرو أن نال السماكين مُسرعا

فدم وابق كهفاً نستظل بظله

وركناً منيعاً بالبقاء تمتعا

وهاك فوافٍ من قريحة متعب

غدا من نيوب النائبات مروعا

رمته يد البين المشتت أسهما

ولم تبق منها في الحنية منزعا

فأقصر عن مد القريض وقصره

وطال عثاراً لا يقال لها لعا

ولكن دعاني منك مولى لنظمه

ومن بدعه المولى بحبه لما دعا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

على أي حال لليالي أعاتب

المنشور التالي

يا ابن السرى والليل والبيداء

اقرأ أيضاً