أعيونهن أم بيض الصفاح

التفعيلة : بحر الرمل

أعيونهن أم بيض الصفاح

وقدودهن أم سمر الرماح

فأراها إن رنت أو خطرت

في الحشا تفعل أفعال السلاح

مستبيحات لم دموعي ودمي

ودم الأنفس غير المستباح

بأبي ذات لمى أشهى إلى

غلة الصادي من الماء القراح

عطر النكهة أحرى بالشذا

من فنيت المسك في أقداح راح

غاص ماء الورد منه حسداً

وبكي الطل على ثغر الأقاح

جوهري ما ردى مبسمه الدر

والياقوت إلا عن صحاح

وسناوجه حيي ان تضى

معه الشمس فبالوجه الافاح

وترى الصبح به من حنق

أزرق اللون على الغيد الصباح

لست من يعدل ما لاح لنا

عن هواه بعذول أو بلاح

وقذا ناظر من هام هوى

ذات واشيه على ذات الوشاح

يا أخا اللوم وما اللوم سوى

عظة تفسد ما فيه صلاحي

لا تمل إلا إلى الحق فهل

في الملا أعذب من حب الملاح

والردى ينزع عن عطفي الردى

إن تبدلت رذالا برداح

وإذا ما خامر الحب الحشا

صاح أن يلاقى على الدهر بصاح

فسقى الله حماها سحباً

سحبت ذيل غدو ورواح

تحسب البرق بها ينضى ظبا الأمجد

الجودى في وقت الكفاح

وملث القطر من انوائها

جودا يديه لنا عند السماح

اظهر الدهر به عما جنا

اعتذاراً وجنوحا عن جناح

تنجلي اللأواء من ارائه

كتجلي الليل عن ضوء الصباح

فهو في الخطب لنا غوث نجاة

وهو في الجدب يرى غيث نجاح

وعلت شهباؤنا الشهب علا

منه في الأفق وفاقت في البطاح

وبها نوء حيا راحته

راحة الأرض واحياء النواحي

لم تكن فازت بد فتر دارها

قبله فوز المعلّى بالقداح

جاءها كالبرء من اداوئها

ما حيا والبرء للعلة ماح

واحد في الفضل من ابنائها

جامع فضل امتنان وامتداح

فرأت ما يبره الشمس سنا

منه وارتاحت له أي ارتياح

ولقد يعظم مع يأس المنى

لعل يدنو لنا بعد انتزاح

يا رفيع المجد اسفرت لنا

عن منيع العرض والوفر المباح

ان يكن قصرت في السعي خطاً

فلقد غودرت مقصوص الجناح

بي من الدهر خطوب جمة

اشفعت منها متاحاً بمتاح

لو رمتني بعدها رامية

لمت تجد في مكانا للجراح

فاقبل العذر ودم مصطحبا

دعة العيش غيوقاً باصطباح

تتحاشاك المنايا والمنى

طوع أيديك على حكم اقتراح

واسلم الدهر على اعياده

خيرى مستجدى واندي مسماح

تنحر البدن وتضحى آمنا

فيه والأعداء من بعض الأضاحي

وإليك الفكر زجي بكرة

نتجت منه على غير لقاح

حملت روضة حمدٍ عاطر

بشذا ازهارها جيب الرياح

فأعطها منك قبولا حساً

شارحاً منها التعالي بانشراح

لا نقسها بقوافي غيرها

كرمت لفظاً على تلك الشحاح

فالورى اكثرهم الاك لم

يفرقوا بين زئير ونباح


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

حباك عرفا حليها والوشاح

المنشور التالي

حتام لا ينثني الجموح

اقرأ أيضاً

الحفلة

في باحةِ قصرِ السُّلطانْ راقِصةٌ كغُصين البانْ يَفْتلُها إيقاعُ الطبلةْ ( تِكْ تِكْ .. تِكْ تِكْ ) والسُلطانُ…