أمثلك مولى يبسط العبد بالعذر

التفعيلة : البحر الطويل

أَمِثلُكَ مولىً يَبسُطُ العبدَ بِالعذرِ

بِغَيرِ انقِباضٍ مِنكَ يَجْري إلى ذكرِ

لَهَدّ قريضَ الفضلِ ما هدّ من قوى

وَحَلّ به ما حلّ من عُقْدةِ الصّبرِ

وإنّي امْرؤ في خَجْلَةٍ مُسْتَمِرّةٍ

يذوبُ لها في الماءِ جامدةُ الصّخْرِ

أتتني قوافيك التي جَلّ قدرُها

بما نقطةٌ منهنّ مُغْرِقَةٌ بَحْري

لَعَلّك إذ أغنيتي منك بالنّدى

أردتَ الغنى لي من مَديحك بِالفخرِ

لعمريَ إني ما توهّمْتُ ريبةً

فتدفعَ وَجْهَ العُرْفِ عِندكَ بالنكرِ

وطَبعكَ تِبرٌ سحّرَ الفضلُ محْضَهُ

وحاشا له أن يَستَحيلَ مَعَ الدَّهرِ

وَكُنتُ أمَلُّ الجودَ مِنكَ وأَنتَ لا

تَمَلّ عَطاءً منه يأتي على الوَفْرِ

فَكَيفَ أظُنُّ الظنّ غيرَ مُبَرّأٍ

تواضَعَ تيهاً كوكبُ الجوِّ عن قدري

يَخِفُّ على خُدّام مُلْكِك جانبي

كما خَفَّ هُدْبٌ في العيونِ على شُفرِ

إِذا طارَ مِنهُم بِالوصيَّةِ سَوْذَقٌ

فذلك في إفصاحِ منطقه القمري

تُحدّثُ عيني عينَهُ بالّذي يرَى

بوجهكَ لي من حُسنِ مائيّة البِشرِ

لياليَ لا أشْدوكَ إلّا مطَوَّقاً

بنعماكَ في أفنانِ روْضاتِكَ الخُضرِ

وما زالَ صَوْبٌ من نداكَ يَبُلُّني

ويثقلني حَتَّى عَجَزْتُ عَنِ الوكرِ

بَكَيتُ زَماناً كانَ لي بِكَ ضاحكاً

وَكسْرُ جناحي كان عندك ذا جَبْرِ

وأطرَقْتُ لمّا حالتِ الحالُ حَيْرَةً

تَحَيّرَ منها عالمُ النفس في صدري

فخذها كما أدري وإن كلَّ خاطري

وإن لم يكن منها البديعُ الَّذي تدري


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

جرى بك جد بالكرام عثور

المنشور التالي

وصفت حسنك للسالي فجن به

اقرأ أيضاً