نَحوَ الجَنوبِ فَأَجنَحُ
فَرادَعتُ عَنها النَفسَ وَالنَفسُ صَبَّةٌ
وَراوَغتُ حُسنَ الصَبرِ وَالصَبرُ أَرجَحُ
فَنَمِّ بِأَسرارِ الصَبابَةِ مَدمَعي
وَكُلُّ إِناءٍ بِالَّذي فيهِ يَرشَحُ
وَأَيأَستُ قَلباً كانَ يَخفِقُ تارَةً
وَتَنزو بِهِ الآمالُ طَوراً فَيَطمَحُ
فَما أَتَلَقّى الرَكبَ أَرجو تَحِيَّةً
تُوافي لَهُ أَو رُقعَةً تَتَصَفَّحُ
فَفي ناظِري لِلَّيلِ مَربَطُ أَدهَمٍ
وَفي وَجنَتي لِلدَمعِ أَشهَبُ يَجمَحُ
إِذا كانَ قَصرُ الأُنسِ بِالإِلفِ وَحشَةً
فَما أَشتَهي أَنّي أُسَرُّ فَأَفرَحُ
فَيا عارِضاً يَستَقبِلُ اللَيلَ واكِفاً
وَيَسري فَيَطوي الأَطوَلَينِ وَيَمسَحُ
تَحَمَّل إِلى قَبرِ الغَريبِ مَزادَةً
مِنَ الدَمعِ تَندى حَيثُ سِرتَ وَتَنضَحُ
وَأَحفى سَلامٍ يَعبُرُ البَحرَ دونَهُ
فَيَندى وَأَزهارَ البِطاحِ فَتَنفَحُ
وَعَرِّج عَلى مَثوى الحَبيبِ بِنَظرَةٍ
تَراهُ بِها عَيني هُناكَ وَتَلمَحُ