ما زال يخدع قلبه حتى هفا

التفعيلة : البحر الكامل

ما زالَ يخدَعُ قلبهُ حتى هَفا

برقٌ يهزُّ الجوَّ منه مُرعَفا

أعشى عيونَ الشهبِ حتى لم يدَعْ

طرْفاً لها إلا قَضى أن يُطْرَفا

وألاحَ منها يستطيرُ كشاربٍ

نشوانَ رشّ على الحديقِة قَرْقَفا

وكأنّما وافى الظلامَ بعزلِه

فتلاً عليهِ من الصَباحِ ملطَّفا

حتى إذا سطعَ الضياءُ وأشبهَتْ

في لُجّةٍ حَبَاً طَفا ثم انْطَفا

خجِلتْ خدودُ الزهرِ عنهُ بروضةٍ

غيداءَ قلّدها نداهُ وشنّفا

أجْرى النسيمُ لجانِبَيْ مَيدانِها

طرَفاً وجرّ على رُباها مُطْرَفا

وأغرَّ كفّ الوصلِ كفَّ جِماحِه

من بعدِ ما هجرَ المتيّم ما كفى

كلّفتُ بدرَ التمِّ مثلَ جَمالِه

وظلمتُه فلذا تبدّى أكْلَفا

أنا والمُدامُ بكفّهِ وجُونِه

ما شئتَ سمِّ من الثلاثةِ مُدنَفا

أضحى يحِنّ ويرجَحِنُّ وإنّ منْ

أحْلى الحُلى متعطّفاً معطَفا

ما كنت أسْلو والخيانةُ شأنُهُ

فيكونُ ذلك حين فاءَ الى الوَفا

هل كان ذاك العيشُ إلا بارقاً

وهي الشرارةُ ما خَفا حتى اخْتفى

زمنٌ لقيتُ سميَّ يوسُفَ دونَهُ

ورأيتُ حين مدحتُ يوسُفَ يوسُفا

ملكٌ ببيْضِ ظُباته وهِباتِه

إنْ صالَ أو إن سالَ عفّى أو عَفا

يغْدو به شملُ العِداةِ مفَرَّقاً

ويروحُ شملُ المأثُراتِ مؤلَّفا

متنوعُ النَسَماتِ يسْري ريحُهُ

يوماً نسيمُ صباً ويوماً حَرْجَفا

خلْقٌ تراهُ في المهنّدِ جوهراً

طوراً وطوراً في الحقيقةِ زُخْرُفا

ومصرّفُ الرمحِ الطويلِ سنانُه

فتخالُه قلماً هناكَ محرِّفا

حيثُ العَجاجةُ فوق لامعةِ الظُبى

تَثْني على الإصباحِ ليلاً مُسْدَفا

فتُريك طرفَ الجوّ منها أكحلاً

ومن الطوالِ السّمْهريّةِ أوْطَفا

تشكو الجفاءَ من السيوفِ غُمودُها

ما سار بالخيلِ العِتاقِ فأوجَفا

وأناملٌ وكفَتْ ندىً وكفتْ ردًى

للهِ سيرتُها كفاةٍ وكّفا

ما حاتمٌ أن بتّ تذكرُ طيّئاً

أو حاجبٌ إن رُحْتَ تذكُرُ خَندَفا

جاءتْك كالأوراقِ باتتْ في الندى

خُضْراً أو الأوراقِ باتَتْ هُتّفا

من كلّ قافيةٍ تحطّ قباعَها

فيرُدُّ وجهَ قَفاً وقائلَهُ قَفا

حُفّتْ بألسِنةِ الرواةِ وإنّها

يا بنَ الكرامِ لَتسْقيَلَّ الأحْنَفا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

وكم طويت بساط البيد منفردا

المنشور التالي

قام عن قوس حاجبيه

اقرأ أيضاً