إذا ما جلته الحرب أعرض رمحه

التفعيلة : البحر الطويل

إذا ما جلتْهُ الحربُ أعرضَ رمحُه

على لاحقِ الأقرابِ نهدِ المراكلِ

تهاتفت الأبطال هنَّك فارساً

شهدْنا لقد صدّقْتَ بشرى القوابلِ

فإن طاعنوه كان أولَّ طاعنٍ

وإن نازلوه كان أول نازلِ

يشيّعه قلبٌ رُواع وصارمٌ

صقيلٌ قديمٌ عهدُه بالصياقلِ

يشيم بروقَ الموتِ من صفحاتِه

وفي حدّه مِصداقُ تلك المخابلِ

ويوم عصيب ظِلّه مثل ضِحِّه

بل الضّح أعفى من ظلالِ المناصلِ

يبادلُ أعلاقَ المظنّةِ تحتهُ

رِجالٌ عِدىً يا للعدو المبادَلِ

إلى أن تظل المَضْرحيّاتُ بينهم

تدفُّ بِطانا دُلّحاً بالحواصلِ

وقد شمّرت عن ساقها غير أنها

تركَّضُ في ذيلٍ من النقعِ ذائلِ

قضى بين جمعيه وكم من كريهة

قضى بين جمعيها بإحدى الفواصلِ

ألا هبلتْ أمُّ المعادِيه نفسه

وأيُّ امرئ عاداه إلا ابن هابلِ

أكفُّكُمُ في الأرضِ أعينُ مائِها

وأقدامكم فيها مَراسي الزلازلِ

همُ أهملونا في مُصابِ عيونهم

سُدىً ورعونا بالقنا والقنابلِ

فأصبح شملُ الناس شملَ رعية

وسربهُمُ في العيشِ سربَ الهواملِ

وكم حمَّلونا نعمةً بعد نعمةٍ

على أننا منها خِفافُ الكواهلِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ومهفهف كالغصن هزته الصبا

المنشور التالي

ترفع إلى النجم العلي مكانه

اقرأ أيضاً

طفلان كالأخوين مؤتلفان

طِفْلانِ كَالأَخَوَيْنِ مُؤْتَلِفَانِ شَبَّا وَشَبَّ عَلَى الهَوَى القَلْبَانِ مُتَمَازِحَيْنِ كَأَنَّمَا نَفْسَاهُمَا نَفْسٌ لَهَا شَبَحَانِ مُنْفَصِلانِ يَتَشَاطَرَانِ العَيْشَ إِنْ…