يا من سكون النفس في تأميله

التفعيلة : البحر الكامل

يا منْ سكونُ النفس في تأميلهِ

وبلوغها المأمولَ في تأميلِهِ

قدَرِي لديك مُظاهرٌ لبليَّتي

فاصرفْ بطرفك عن جلالِ جليلِهِ

أصبحتُ يحقر لي تطوّلك الغنى

فَتَخَطَّ قدْري وانْسَ نُبلَ نبيلِهِ

وابذلْ لعبدِك ما تيسَّر إنه

في حالةٍ تقذى جفونَ خليلِهِ

ولتبلغنَّ به الغنى لكنّه

لا بدّ قبلَ غناه من تعليلِهِ

لا تحقرنّ له التي في بذلها

إحياءُ مهجتِه وقتلُ غليلِهِ

وافرضْ له من فضل كفك قُوتَه

واعزمْ إذا اتّسعتْ على تنقيلِهِ

واملك عليه جماح نفسك إنها

تأبى من المعروفِ غيرَ جزيلِهِ

واعذرهُ في استعجالهِ بغياثهِ

لشديدِ حاجته إلى تعجيلِهِ

ولكان أوسعَ مُهلةً من غيره

لو تحسنُ الحوجاءُ في تمهيلِهِ

واعلمْ ولستَ معلَّماً بحقيقةٍ

أن النوى تأبى ازدراءَ ضئيلِهِ

كلُّ النوال معونةٌ لمناله

عندَ الضرورةِ زينةٌ لمُنيلِهِ

ليس الجوادُ من اشترى شمسَ العلا

وحياةَ سمعتِها بموتِ هزيلِهِ

يا من يجود من الجَدا بكثيرهِ

ويُغيث قبلَ كثيرهِ بقليلِهِ

فاقصدْ لحق الرأي لا جورِ الهدى

فلأنت أعلى ناظراً بجميلِهِ

وعليك عند بلوغنا آمالنا

بعريضِ فعلك في الورى وطويلِهِ

ولكم جوادِ الكفِّ بخَّل سائلاً

فرماه بالحرمان عن تبخيلِهِ

ولربما شقي الفتى بجوداه

ولربما حظي الفتى بنخيلِهِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

تأمل أبا عبد الإله فإنه

المنشور التالي

لتعط الولاية من فضلها

اقرأ أيضاً

تنفس الروض عن نواره الأرج

تَنَفَّسَ الرَّوْضُ عَنْ نُوَّارِهِ الأَرِجِ وَأَسْفَرَ الصُّبْحُ عَنْ لأْلاَئِهِ البَهجِ بُشْرى بِأَيْمَنِ مَوْلُودٍ لِغُرَّتِهِ هَزَّتْ يَدُ الدَّهْرِ مِنَّا…