ألا يا زينة الدنيا جميعا

التفعيلة : البحر الوافر

ألا يا زينةَ الدنيا جميعاً

وواسطة القلادةِ في النظامِ

نطقْتَ بحكمةٍ جلَّى سناها

عن المعنى اللطيفِ دُجى الظلامِ

تلذُّ كأنها روْحٌ وراحٌ

وتمشي في العروقِ وفي العظامِ

ولولا أنت قلَّ الواجِدوها

على سعة المذاهبِ في الكلامِ

ولم تُدلل بها فيقول زارٍ

أتاركةً تدلُّلَها قطامِ

فلو أنَّ الكلامَ غدا جزوراً

إذاً لذهبْتَ منه بالسنامِ

يقول أميرُنا إذْ ذاقَ منه

كريقِ النحلِ أو دمْعِ الغمامِ

أهِزَّةُ منطق كالسِّحْرِ لُطْفاً

عرتني أم سماعٍ أم مُدامِ

إذا قالت حزامِ فصدِّقوها

فإنَّ القولَ ما قالَتْ حزامِ

ولو عِيبتْ هنالكمُ لديهِ

لقال نكيرهُ صمِّي صمامِ

ومن قبل العبارة ما لقيتُم

بمعنىً فيه مصلحةُ الأنامِ

فعافيْتُم إماماً من أثامٍ

وأعفيتم قياماً من غرامِ

فكيف نُرى وكيف تَرَوْنَ مَعْنىً

حوى دفعَ الغرامِ مع الأنامِ

لقد أنعمتُمُ نُعْمى ونُعْمى

على المأْمومِ منّا والإمامِ

وجِئْتُم في الحياطةِ والتَّوقِّي

بتلك المُنجِياتِ من الملامِ

بلِ المستوعبان الشُّكرَ مِنّا

ومن أعلامِ مِلَّتِنا الكرامِ

وأصبحتم بذاك وقد سلِمْتُم

على ربِّ السلامةِ والسلامِ

رأيتُ الشعرَ حين يقالُ فيكم

يعودُ أرقَّ من سَجْع الحمامِ

ويلبسُ حين نخلعُه عليكم

وساماً من وجوهِكُمُ الوِسامِ

ويجسُمُ قَدْرُهُ ويزيدُ نُبلاً

بأقدارٍ لكم فيه جِسامِ

فتمَّتْ نعمةٌ المولى عليكم

ولا قرن الفناءُ إلى التمامِ

وزاد ودام صنعُ اللَّه فيكم

وطاب مع الزيادةِ والدوامِ

وعَيْش أبيكَ ذي النعم الجواري

على الدنيا وذي المِنن العِظامِ

لما لؤم المُبَشِّر يومَ نادى

أقرَّ اللَّهُ عيْنَك بالغُلامِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ويتيمة من كرمها ومديمها

المنشور التالي

جاء سليمان بني طاهر

اقرأ أيضاً

نقيّ الأصل

نقيُّ الأصْلِ يَظهرُ بالمَحَكِّ ويعرفُهُ النَّبيهُ بغَيرِ حَكِّ وأمّا الدُّونُ يَبهرُ كُلَّ فَدْمٍ ويخدَعُ كلَّ ذي فَقرٍ لحُنْكِ…

ألبر في أنبل غاياته

أَلْبِرُّ فِي أَنْبَلِ غَايَاتِهِ مُمَثَّلٌ فِي هَذِهِ الْجَامِعَهْ مَصْدَرُ أَنْوَارٍ كَفَى أَنَّهُ مَطْلَعُ هّذِي الشُّهُبِ اللاَّمِعَهْ يَا أُمَّةً…