حان كلام المعاتب الخرس

التفعيلة : البحر المنسرح

حان كلامُ المُعاتب الخُرُسِ

في ردّ تلك المعاهدِ الدُّرُسِ

يا أيها السيد المجرد لي

سيفَ جَفاءٍ ولست ذا ترُس

حتى متى نحن من إساءَتِنا

وعَتْبِنا في وقائع حُمُس

لم تُخلني قطُّ من صنائعك الغر

رِ ولا من حُروبك الضُّرس

تصرُّف الغيثِ في صواعِقِه

وتارةً في سِجاله البُجُس

أصبحتُ في مأتمٍ برفضِكَ إي

يَاي ومما منحتَ في عُرُس

لقد تَلوَّنَت لي فدع جُدد ال

أخلاق وارجع بنا إلى اللُّبس

تلك التي لم تزل تخلَّقها

غير المهينات لا ولا الشُرُس

تلك اللواتي حديث مُلستِها

زادٌ لركب الصَّحاصح المُلُس

أيام فوزي بك الضواحك أس

تعدي على مُعْقباتها العُبُس

لا تُبْدِلنّي بما اقتنيتُ من ال

آمال هَجسَ المخاوف الهُجُس

يا فرقداً يهتدي السراةُ به

يا قمراً يُستضاءُ في الدُمُس

أقسمت بالعطف منك حين ترى

مِني شماسَ الخلائِق الشُمُس

وإن هذِي اليمينَ لا كَذِباً

لبعضُ أيمان عَبدِك الغُمُس

لو أنني ما حَييتُ في مِنَحٍ

منك وقوفٍ عليَّ أو حُبُس

ما قُمنَ عندي مَقامَ ذكرك إي

يَايَ إذا ما خَلوتَ للأُنس

لا تحسبنّي استَعضْتُ منك لُهى

كَفَّيك إنّي بكم من النُفُس

والله لا بعتُ باللُّهى أبداً

رؤْيةَ ذاك الجلال والقُدُس

إنّي إذاً إن فعلت ذلكُمُ

لَبائع المُثمِنات بالوُكس

أليس في لمحةٍ لمحتُكها

دفعٌ لنحس الكواعبِ النُحُس

بلى لعمري فكيف يطمع في

بَخْسي خداعُ المَناحس البُخُس

لا تَجْعلنّي لما أرى غَرضاً

تلعبُ فيه مَحادِسُ الحُدُس

رَضيتُ في نصف مُدَّتي بمُلا

قاتك بل رُبعِها بل الخُمُس

بلْ كل دَوْرٍ يدوره أحدٌ

ولا رضىً دون تابع السُدُس

نصيب عينيَّ منك في سُبُع ال

عُمر رِضىً لي لا للعدَى التُعس

فابْذلْه مُتِّعتَ بالقِيان وأُع

دمتَ وجوه الحوافظ الشُكس

فإن قَضى اللَهُ للحوافِظ رز

قاً قَضَاهُ للسُّلُس

لا زلتَ للحادثاتِ مُهْتضماً

في منْعةٍ من أكفِّها الخُلُس

تعُلُّك الكرمَ من ذخائرها

على بُغام الشوادِن اللُّعُس

المدنَفَاتِ العيون لا رمداً

الفاتراتِ الجفونِ لا النُّعُس

مرَبَّيَاتِ الحجورِ في ترفٍ

ظباءِ فيح القُصور لا الكُنُس

يا جَبَل الحِرزِ والثمار ألا

تعصمني من سِباعك النُهُس

لي عصبة لا تزال تُدْحس لي

عندك تَعْساً للعصبة الدُحُس

ليست كأسْد الشَّرى مُجاهرةً

بالبطش لكن كالأذؤب الطُّلُس

لولا ارتقابيك قد رميْتُهُمُ

من كَلِمي بالدَهاَرِس الدُبُس

تلك التي لا يزال جَنْدَلُها

يترك شُمَّ الأنُوف كالفُطُس

والشعر جَيْشٌ شنَنْتُ غارته

قِدْماً فأي الديار لم يَجُس

وكم رماني العدى بداهيةٍ

كاستْ على رأسها ولم أكُس

لا يرمني الجاهلون وَيْبَهمُ

فإنني ذو مَلاطس لُطُس

دعني أسسهُم لمعشرٍ عجزوا

عنهم وأيّ العتاة لم أَسُس

بِشُرَّدٍ تُقْتدى مواقعُها

بألف صينٍ وألف أندلُس

لو راضت الفحل من بني عُدُسٍ

لأذعنَ الفحل من بني عُدُس

أنت ابن كسرى وما تَباعَدت ال

روم بأنسابها عن الفُرُس

الملكُ إن كنتَ ناظراً نسَبٌ

بين ابن بَهرامَ وابن تَوفُلُس

دونك رأيي فما كواكبه

في الظُلَم الداجياتِ بالطُمُس

دونك عزمي فما مَعاوِلُهُ

عند قيام الخطوبِ بالجُلُس

عبدك غرس جَناه مكرمةٌ

أنتُم لأمثاله من الغُرُس

فارببهُ واحرسْ جَناه تَحْظَ به

وصُنهُ عن مَسِّ معشرٍ نُجُس


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

راع قلبي مشيب رأس خليس

المنشور التالي

يا عمرو فخرا فقد أعطيت منزلة

اقرأ أيضاً