أيا غرة العليا ويا عينها اليمنى

التفعيلة : البحر الطويل

أيا غُرَّة العلْيَا ويا عينَها اليمنى

ويا صفوة الدنيا ويا حاصل المَعْنَى

أأحييتَني بالأمس ثم تُميتني

برفضي وإقصائي وحقِّيَ أن أُدْنَى

ولو أنني أحييت ميتاً عشقتُه

لحسن الذي أثّرتُ فيه من الحسنى

ألا يعشق المِفضالُ ميتاً أعاشهُ

وأجناه من معروفه الحلوِ ما أَجْنى

أقول لقوم أوعدوا منك نَبْوةً

وما خِلتُني أُبلى بذاك ولا أُمْنَى

أأبقى على عهدي وينكث قاسم

وتفنى أياديه وشكريَ لا يفنى

كذبتم ومُعْطيه العلا إنَّ عزمه

على العدل والإحسان لَلْعزمُ لا يُثْنَى

أقاسمُ لو نوفيك ما أنت أهله

لأصبحتَ لا تُسمى لدنيا ولا تُكْنى

ولم تُدْعَ إلا ماجداً وابن ماجدٍ

وحُقَّ لك الأَسْنى من الوصف فالأسنى

وإن كنتَ مأمولاً تناسى حفاظُه

نصيبي وقد أغنى سواي وقد أقنى

وأبعدني إبعادَ جاني عظيمةٍ

وقد كنت أُستدعَى زماناً وأُسْتدنَى

أيحجبُ عني عِشرةً قد ومِقْتُها

فشوقي إليها شوق قيس إلى لُبْنى

نعم أنا ممنوعُ الذي لست كفؤَه

أتمنعني قُوتي من العَرَضِ الأدنى

نشدتكُمُ أن تظلموني وتُسكِنوا

جوى الحقد أضلاعاً على حبِّكم تُحْنَى

أَذو آلةٍ فاستخدِموني لآلتي

بقُوتيَ أوْ لا فارزُقوني مع الزَّمْنى

وإني لأرجو الفَوْزتين ولم تزل

أياديكُمُ تَتْرى على المجتدِي مَثنى

فلا برحتْ سبَّابةٌ تستغيثكم

ولا خِنْصَرٌ من شاكرٍ بكُمُ تُثْنى

ولا زلتُمُ يأوي إلى حُجُراتكم

أخو حادثٍ أنحَى وذو زمن أخْنَى

ألا يا عبادَ اللَّهِ ما بال حالة

أعالجها تَدْوَى بأدوية المضنى

أأشقى بمن لو قلت يا خيرَ من مشى

على الأرض ما استثنى ضميريَ مُسْتَثْنَى

أعيذكُمُ من جَوْر من جارَ حكمُه

فطائفةً أشْكَى وطائفةً أَغنى

هَبوني امرأً لا حظَّ فيه لمجتَنٍ

أمَا في اصطناع العُرْف مكرُمةٌ تبنى

عَفاءٌ على الدنيا إذا ساء رأيكم

فما هي بالدار الدَّميثة للسُّكنى


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أيا فضلا غدا فضلا

المنشور التالي

لا تحسب المعروف لا معنى له

اقرأ أيضاً

تبعوا رسولهم بسنته

تَبِعوا رَسولَهُمُ بِسُنَّتِهِ حَتّى لَقوهُ وَهُم عَلى قَدرِ رُفَقاءَ مُتَّكِئينَ في غُرَفٍ فَرِحينَ فَوقَ أَسِرَّةٍ خُضرِ في ظِلِّ…