إلى معاليك ينمى المجد والحسب

التفعيلة : البحر البسيط

إِلى مَعاليكَ يُنمى المَجدُ وَالحَسَبُ

وَمِن مَعانيكَ طيبُ المَدحِ يُكتَسَبُ

وَفي ظِلالِكَ لِلآمالِ مُنتَجَعٌ

تَجودهُ مِن نَدى راحاتك السُّحبُ

يا خَيرَ ملْكٍ قَد اِعتَزَّ السَّريرُ بِهِ

تَبَذُّخاً وَتَباهَت باِسمهِ الخُطَبُ

وَمَن أَعادَ شَبابَ الدَّهرِ فَاِبتَسَمَتْ

بِهِ اللَيالي وَرَدَت صَفوَها الحِقَبُ

بَقيَّةُ السَّلفِ الغُرِّ الَّذينَ مَضَوا

وَمَن بِهِ قَد حَيُوا مِن بَعدِما ذَهَبوا

وَخَير مَن جاءَنا مِن بَعدهِم خَلَفاً

يَحيا بِهِ الفَضلُ وَالعرفانُ وَالأَدبُ

أَنتَ العِمادُ لِأَقوامٍ بِكَ اِعتَصَموا

تَيَمُّناً وَحَوالي عَرشِكَ اِعتَصَبوا

ذُخرٌ لَنا الدَّهرُ أَبقاهُ يَلوذُ بِهِ

مَن لَم تَدَع غَيرَهُ ذَخراً لَهُ النّوَبُ

مِن سادَةِ العُربِ العَرباء قَد فَخَرتْ

بِهِ السِّيادةُ وَاِعتَزَّتْ بِهِ العَرَبُ

نَفسٌ كَما طابَ ماءُ المُزنِ طاهِرَةٌ

وَحَرُّ أَصلٍ كَما قَد أَخلَصَ الذَّهَبُ

تَعنو لَهُ أَوجُهُ السَّاداتِ صاغِرَةً

وَيَستَكينُ لَدَيهِ الجَحفلُ اللَّجبُ

ساسَ البِلادَ بِأَطرافِ اليَراعِ وَلَو

يَشاءُ نابَ القَنا الخَطِيُّ وَالقُطبُ

طَودٌ عَلى أَرضِ زنجيبار قَد شَخصَتْ

لَهُ البِحارُ بِطَرفٍ غَضَّهُ الرَّهَبُ

عَمَّ الجَزيرةَ ظَلٌّ مِنهُ قَد وَسَعَتْ

أَطرافهُ البيد وَاِستَندَرَتْ بِهِ الهَضَبُ

فَدى لحمُّودَ أَملاكٌ كَأَنَّهُمُ

مَتى يُقاسوا بِهِ الأَوثانُ وَالخَشَبُ

هُم المُلوكَ وَلَكِن لا يُرى لَهُم

مِن عِدَة الملكِ إِلّا البأو وَالحجُبُ

لا يَبتَغون لِكَسبِ الحَمدِ مِن سَببٍ

وَلا إَلَيهُم لِمَن رامَ الثَّنا سَببُ

الآخِذينَ زَكاة الشِّعرِ لا حُمِدُوا

عَنها وَلا هِيَ عِندَ اللَهِ تَحتَسبُ

وَكَيفَ يَعرف قَدرَ الشِّعرِ في نَفَرٍ

لَيسوا بِعُربٍ وَلا عُجْمٍ إِذا نُسِبوا

إِلَيكَ تُزجى قَوافينا وَلَو قَدَرتْ

طارَت إِلى حَيثُ يَزهو ربعكَ الخصبُ

فَأَنتَ أَفضلُ مَن يُثنَى عَلَيهِ وَمَن

يُنحى إَلَيهِ وَيُرجى عِندَه الأَرَبُ

جاراكَ في الفَضلِ أَقوامٌ ففتَّهمُ

شَأواً وَفَضلُكَ مِمَّن أُمّه كثبُ

فَلا تَزل لِلعُلى بَدراً تَضيء بِهِ

دُهم اللَيالي وَتَخفَى عِندَهُ الشُّهُبُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

رواية جاد منشيها اللبيب بما

المنشور التالي

يا من ترحل عن عيني وأودعها

اقرأ أيضاً