موقفٌ حانَ فاغتنم

التفعيلة : البحر الخفيف

موقفٌ حانَ فاغتنم

وتخير من الكلم

كلَّ لفظٍ أرقَّ مِن

ضحكة الزهر للدِّيم

مستَمَدٍّ من الرُّبى

مُستعارٍ من النّسم

اجمع الآنَ طاقةً

غضّةَ النور تبتسم

أُهدِها روحَ شاعرٍ

خالدٍ بالذي نَظم

قلمي ما الذي لدي

كَ من الخيرِ يا قلم

قمفذكّر وناج قو

مَك واخطُب وقل لهم

قل لأهل الغناء في

كنف المعهد الأشَم

ذلك الشاعرُ الذي

باتَ في خاطر الظُّلم

هو منكم وفنُّهُ

علمَ الله فنكم

كان لحناً فصار ذِك

راً كما يُذكَرُ الحُلم

إنما الشعر مزدهرٌ

قد حكى قصة الأمم

وبأوتاره المنى

تتلاقى وتزدحم

هو نايٌ مُرجِّعٌ

لشجيٍّ وما كتم

هو قيثارةُ الزما

نِ ونجواه مِن قِدَم

هو أنشودة الحيا

ةِ وفيضٌ من النغم

أيها المعهدُ الذي

بلغ المجدَ واستتم

كلُّ لحنٍ مذكرٍ

أشعل القلب فاضطرم

نظمته يدُ الأسى

وقَعته يدُ السقم

وأناشيدكم وما

صاغه الفنُّ من عِظم

هي أنّات أنفسٍ

بالمقاديرِ ترتطِم

وصباباتُ أعينٍ

يشهد الليل لَم تنم

وأغانيكُم التي

هي في قمةِ القمَم

هي آهات شاعرٍ

عرف الحبَّ والألم

ذلك الشاعرُ الذي

روحه الآن بينكم

لكأني أراه حَي

ياً وألقاهُ عن أمَم

وَهو في ذِروة الشبا

بِ وفي خفةِ القَدَم

غاشياً كلَّ منتدى

عاليَ الرأسِ محترم

كلما قال شعرَه

غمر السهلَ والعلم

دافقاً ليس ينتهي

أبداً سيله العرِم

باذلا للصديق والأه

لِ كلّ الذي غنِم

زوجه والبنون هُم

مجده والرجاء هُم

درجوا في ذرا العلا

نوَّروا في رُبى النعم

نشأوا في حمى العفا

فِ وجلُّوا عن التُّهم

حين ظنوا بأنَّ ما

أمَّلوا في الزمانِ تَم

إذ شكا الضعفَ سيد ال

بيت خارت به الهِمم

نام في حضنِه الضَّنى

وعلى صدره جَثم

وإذا بالطيور قد

دخل الموت وكرهُم

شِبهَ لصٍّ مخادعٍ

غشى البيت فالتهَم

وإذا الفاقةُ الجَري

ئةُ تَطغَى وتَنتَقِم

صنعت في رجائهم

فعلَة الذئبِ بالغنم

كأتونٍ مسعَّرٍ

غاضبٍ ينثرُ الحُمَم

مَن رأى البؤس إن عدا

مَن رأى الضنك إن هَجَم

مَن رأى العفةَ العري

قةَ بالدهر تصطدم

أُمتي ليس يُهزَمُ ال

فنُّ في أُمة الشّمَم

أُمَّتي ليس يخذلُ ال

جُودُ في أمة الكرَم

أُمَّتي أمة العلا

وأبي الهول والهرَم


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

اليوم يومك في الشباب فناد

المنشور التالي

شَجنٌ على شَجنٍ وحرقةُ نارِ

اقرأ أيضاً

الكلمة

الشاعر العربيُّ محرومٌ دمُ الصحراء يغلي في نشيدِهْ وقوافل النوق العطاشْ أبداً تسافر في حدودِهْ والحلوة في صدف…