نزل الظلام فلات حين مقامي

التفعيلة : البحر الكامل

نزل الظلامُ فلات حين مقامي

لم يبقِ غيرَ مدامعي وسلامي

هبط العقابُ على الديار فلفّني

في جنحه وأظلني بقتام

والسيل قد غمر المدائنَ والقرى

وطغى كما يطغى العبابُ الطامي

نفسي تحدثني بأنيَ مغرقٌ

لا حولَ لي في لُجِّه المترامي

فلأيِّ أرضٍ بعد أنقل متعباً

قدمي وأحملُ هيكلي وحطامي

ضاقت عليَّ الأرضُ وَهيَ مفازةٌ

فوق امتداد الظن والأوهامِ

سكنت سكونَ القبرِ ثم تناوحت

فيها الرياحُ كساهرٍ بسقامِ

ثكلى إذا أنَّت أُحِسُّ كأنها

راحت تدَوِّي في صميمِ عظامي

كفّاك أومئتا إليَّ وقالتا

مَن للرميَّة يقتفيها الرامي

فنفضتُ عني الموتَ وَهوَ ملازمي

حيث التفتُ فما أراكِ أمامي

أجتاز أيَّ كتائبٍ مرصوصةٍ

وأشقُّ نحو حماكِ أيَّ زحامِ

سدّ من الدنيا ومن أغلالها

وعواثر الألبابِ والأفهامِ

فإذا خلونا عاوَدتنا ساعةٌ

رقد الهوى في ظلها البسَّامِ

هلَّت على أفق الحياة ونوَّرت

وتألقت في خاطرِ الأيامِ

كم من رؤى عزت عليَّ تكشفت

فرأيتها بنواظرِ الإِلهامِ

وسعادةٍ شردت وعز منالُهَا

فقنصتُها في نشوةِ الأحلامِ

وعرفتُ ما طعم الهدوءِ أنا الذي

لم أَلقَ ساعةَ راحةٍ وسلامِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

بين الضنى والملالِ

المنشور التالي

يا معجباً تاه على صحبه

اقرأ أيضاً

السحر من سود العيون لقيته

السِحرُ مِن سودِ العُيونِ لَقيتُهُ وَالبابِلِيُّ بِلَحظِهِنَّ سُقيتُهُ الفاتِراتِ وَما فَتَرنَ رِمايَةً بِمُسَدَّدٍ بَينَ الضُلوعِ مَبيتُهُ الناعِساتِ الموقِظاتِ…