بين الضنى والملالِ

التفعيلة : البحر المجتث

بين الضنى والملالِ

طالت عليَّ الليالي

وغربةُ الروحِ طالت

في الأسر والأغلالِ

ولهفةُ القلب طالت

رَهنَ القيودِ الثقالِ

يا أيها القلبُ أقصر

وكُفَّ عن تسآلي

فيم الجدالُ وسرُّ ال

حياةِ فوق الجدالِ

عبء حملنَا وناءت

كواهلٌ من كلالِ

من يحمل العبءَ يصبر

له على كلِّ حالِ

إِن لم تُطِقه فدعه

أو قم به كالرجالِ

أكل يومٍ بكاءٌ

على رجاءٍ محالِ

وكل يومٍ حنينٌ

إلى بعيدِ المنالِ

وكل يومٍ نزوعٌ

إلى قصيٍّ غالِ

وكل يومٍ هيامٌ

بكلِّ معنىً عالِ

بين الكواكبِ حيناً

وفي سماءِ الخيالِ

تعلو وتصفو وباقي

القلوب في الأوحالِ

وفي السحائبِ تشدو

كالطائرِ الجوالِ

فليتَ أنّا ضَمَّنا ال

خلودَ في الأجيالِ

وليتَ أنّا أصبنا

سعادةَ الجُهَّالِ

وليتَ أنّا عرفنا

يوماً هدوءَ البالِ

لكن رجعنا وظلُّ

الشبابِ في اضمحلالِ

مشكاته بين عصف الن

نكباءِ والأهوالِ

زيته في نضوبٍ

ونارهُ في اعتلالِ

فما عنادُ الأماني

وما صراعُ الذبالِ

تكشفت بعدَ لأيٍ

خوادعُ الآمالِ

عن مقفرٍ ليس فيه

غيرُ التماعِ الآلَ

يا قلبِيَ الباكي اغنم

من قبلِ شدِّ الرحالِ

ليسَ الصِّبا بمعادٍ

ولا العهودُ الخوالي

وآخرُ العمر يوماً

جوف الثرى المنهالِ

سيلتقي القبحُ فيه

بدميةٍ من جمالِ

وعاجزُ الرأيِ و

بمستتم الكمالِ

يا قلبيَ الباكي اضحك

ضِحك الطروبِ السالي

أمَا تصباكَ يوماً

حسنُ الربيعِ الحالي

ورحلةُ العمر بي

نَ البكور والآصالِ

وصدحةُ الطيرِ تهفو

للجدولِ المختالِ

أين الحبيبُ المفدَّى

بين الصّبا والدلالِ

في فتنةٍ لا تبالي

ومبسمٍ قَتَّالِ

يا جنتي وعذابي

وطلبتي وسؤالي

أما سمعتِ نداءَ ال

قلبِ الجريحِ تعالي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قلت للبحرِ إذ وقفت مساء

المنشور التالي

نزل الظلام فلات حين مقامي

اقرأ أيضاً