قدم لبسيوني قريضك واعتذر

التفعيلة : البحر الكامل

قَدِّم لبسيوني قريضَكَ واعتذر

غُرَرُ القريضِ أقلُّ ما يجزى بِه

لكنه زهرُ المحبِّ وورده

وتحيةُ الوافي إلى أصحابِه

إن كانَ يومُكَ ذا فإني شاربٌ

كأسَ السرور ومنتشٍ بحبابِه

اليومَ يوم للأحبةِ كلِّها

فَدعِ الصديقَ يُثبكَ ممَّا به

لو زعَّمُوكَ على الشباب جعلتَه

كالسيلِ يزخر في قويِّ عبابِهِ

كم وقفةٍ لك بيننَا في مجلسٍ

أقسمتُ كنتَ به شبابَ شبابِهِ

خيلتُ سعداً في قويِّ بيانِه

ورأيتُ قسا في حماسِ خطابِهِ

لا تذكرنَّ ليَ السنينَ وعدها

العمرُ يقدرُ بالفعالِ النابِهِ

كم لمسةٍ سوداءَ تعلو هامة

شاخت وأدركها البلى بخرابِهِ

كم لمسةٍ مثل النهارِ أشعةً

هي قبلةُ الساري ونورُ ركابِهِ

كالأفقِ مبيضُّ الغمائمِ مشرقٌ

والشمسُ تلمعُ من وراءِ سحابِهِ

يا رُبَّ طودٍ بالثلوج متَوَّجٍ

ما مسَّت الدنيا جديد إهابِهِ

سجد الربيعُ مكبراً لجلاله

وتلفَّتَ الوادي بخضرِ هضابِهِ

لِمَ لا يكرمُ ذلك الليث الذي

جَمَعَ الضراغمَ كلها في غابِهِ

مهما يَدُر بالشرقِ خطبٌ تلقهم

في ظله وتراهُمُ في بابِهِ

فترى فلسطينَ الشهيدةَ عنده

وترى العراقَ لدى كريمِ رحابِهِ

لو يستطيعُ مشَى لك الفضلُ الذي

قضيت عمركَ في ارتيادِ شرابِهِ

ومشَى إلى تكريمِكَ الوطنُ الذي

لولا التقَى صليتَ في محرابِهِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أنا أهواك

المنشور التالي

هذه دارها فلا تدعاني

اقرأ أيضاً

علمت بالقلم الحكيم

عَلَّمتَ بِالقَلَمِ الحَكيمِ وَهَدَيتَ بِالنَجمِ الكَريمِ وَأَتَيتَ مِن مِحرابِهِ بِأَرِسطَطاليسَ العَظيمِ مَلِكِ العُقولِ وَإِنَّها لَنِهايَةُ المُلكِ الجَسيمِ شَيخُ…