دَاوِ خُمَارِي بِكَأسِ خَمْرِ
وَأَحْيِ سُكْرَ الهَوَى بِسُكْرِ
وَرَوِّقِ المَزْجَ ذَوْبَ دُرِّ
وَشَعْشِعِ الخَمْرَ ذَوْبَ تِبْرِ
مُدَامَةٌ عُتِّقَتْ فَجَاءَتْ
كَلَمْعِ بَرْقٍ وَضَوْءِ فَجْرِ
رَقَّتْ فَكَانَتْ كَمَاءِ دِيْنِي
وَمَاءِ دَمْعِي وَمَاءِ شِعْرِي
لاَ تُفْنِ عُمْرَ الزَّمَانِ إِلاَّ
مَا بَيْنَ قَلاَّيَةٍ وَعُمْرِ
يَا دَيْرَ مُرَّانَ كَمْ غَزَالٍ
فِيْكَ وَكَمْ رَوْضَةٍ وَنَهْرِ
وَكَمْ تَطَرَّبْتُ مُسْتَهَامَاً
إِلَيْكَ إِذْ عِيْلَ عَنْكَ صَبْرِي
وَفِي يَمِيْنِي شَمَالُ شَمْسٍ
وَفِي شِمَالِي يَمِيْنُ بَدْرِ
حَدَائِقٌ كَفُّ كُلُّ رَيْحٍ
حَلَّتْ بِهَا عَقْدَ كُلِّ قَطْرِ
كَأَنَّ دُولاَبَهَا مُحِبُّ
يَحِيُّ وَالدَّمْعُ مِنْهُ يَجْرِي
ثُمَّ تَحَلَّتْ ضُحَى وَأَبْدَتْ
عَرَائِسَاً مِنْ حُلِيِّ زَهْرِ
فَالنُّوْرُ والطَّلُّ فِي رُبَاهُ
مَابَيْنَ نَظْمٍ وَبَيْنَ نَثْرِ
كَالدَّمْعِ قَدْ حَارَ فِي رُبَاهُ
حُمْرٍ وَوَرْدِيَّةٍ وَصُفْرِ
وَرُبَّ يَوْمٍ قَطَعْتُ فِيْهِ
عَظِيْمَ قَدْرٍ جَلِيْلَ ذِكْرِ
أَحْسَنَ مِنْ يَوْمِ مِهْرَجَانٍ
وَيَوْمِ أَضْحَى وَيَوْمِ فِطْرِ
أَتْبَعْتُ إِثْمَ الهَوَى بِإِثْمٍ
فِيْهِ وَوِزْرَ الصِّبَا بِوِزْرِ
بَيْنَ شَقِيْقٍ صَقِيْلِ خَدٍّ
وَأُقْحُوَانٍ نَقِيِّ ثَغْرِ
وَابْنِ دَلاَلٍ إِذَا تَثَنَّى
رَأَيْتَ عَذْرَاءَ بِنْتَ خِدْرِ
يُدِيْرُ أَلْفَاظَهُ بِحِذْقٍ
فِيْنَا وَأَلْحَاظَهُ بِسِحْرِ
فَلَسْتُ آبِي وَلَوْ سَقُونِي
عَلَى أَغَانِيْهِ نِيْلَ مِصْرِ
مَا تَرَكَتْ لِي المُدَامُ هَمَّا
يَضِيْقُ عَنْهُ وَسِيْعُ صَدْرِي
إِنْ هِيَ إِلاَّ نُجُومُ سَعْدٍ
عَلَى أَكُفِّ الأَنَامِ تَجْرِي