شَارَفَتْنَا طَلاَئِعُ المَهْرَجَانِ
مُخْبِرَاتٌ بِطِيْبِ فَضْلِ الزَّمَانِ
وَالهَدَايَا فِي المَهْرَجَانِ قَدِيْمَاً
وَحَدِيْثَاً مِنْ سُنَّةِ الدِّهْقَانِ
وَتَفَكَّرْتُ فِي الهَدَايَا وَفِيْمَا
بَعَثَ الفِكْرُ مِنْ لَطِيْفِ المَعَانِي
أَيُّ شَيْءٍ أُهْدِي لِأَحْسَنِ شَيْءٍ
قُرِنَ الحُسْنُ فِيْهِ بِالإِحْسَانِ
فَرَأَيْتُ الأَشْيَاءَ تَقْصُرُ عَنْ وَجْ
هِ عَلاَ أَنْ يُرَى لَهُ مِنْ مُدَانِي
فَبَعَثْتُ الَّتِي يَرَى مِنْهُ فِيْهَا
كُلَّ مَا لاَ يَرَاهُ فِي البُسْتَانِ
بِمِرَآةٍ إِلى مِرَآةٍ تَهَادَى ال
حُسْنُ مِنْهَا وَمِنْهُ مِرْآتَانِ
أُخْتُ شَمْسِ الضُّحَى فِي الشَّكْلِ والإِشْ
رَاقِ غَيْرَ الإِعْشَاءِ للأَجْفَانِ
جَوْنَةُ الصَّقْلِ فَضْلُهَا فِي المَرَايَا
فَضْلُ أَذْهَانِكِمْ عَلَى الأَذْهَانِ
خَطَّ مِنْهَا شَكْلَ المُدَوَّرِ قَدَّاً
وَاعْتِدَالاً إِقْلِيْدُسُ اليُونَانِي
ذَاتُ طَوْقٍ مُشْرِقٍ مِنْ لُجَيْنٍ
أُجْرِيَتْ فِيْهِ صُفْرَةُ العِقْيَانِ
فَهْوَ كَالْهَالَةِ المُحِيْطَةِ بِالْبَدْ
رِ لِسِتٍّ مَضَيْنَ بَعْدَ ثَمَانِ
وُرِثَتْ عَنْ مُتَوَّجِيْنَ وَأَدَّا
هَا إِلَيْنَا تَعَاقُبُ الأَزْمَانِ
وَعَلَى ظَهْرِهَا فَوَارِسُ تَلْهُو
بِبُزَاةْ تَعْدُو عَلَى غِزْلاَنِ
لَكَ فِيْهَا إِذَا تَأَمَّلْتَ حُسْنٌ
مُخْبِرٌ فَضْلُهُ بِنَبِيْلِ الأَمَانِي
خُسْرُوَانِيَّةُ المَنَاسِبِ إِلاَّ
أَنَّهَا فِي نِصَابِ جَزْعٍ يَمَانِي
خُطَّ فِيَهَا مِثَالُ كِسْرَى كَمَا مَثَّ
لَ كِسْرَى أَبَاكَ فِي التِّيْجَانِ
وَتُرِيْكَ المَكَانَ فِيْهَا وَإِنْ كُنْ
تَ تَرَاهُا وَغَيْرَهَا فِي المَكَانِ
لَمْ يَكُنْ قَبْلَهَا مِنَ المَاءِ جِرْمٌ
حَاصِرٌ نَفْسَهُ بِغَيْرِ أَوَانِ
عَدَّلَتْ عَكْسَهَا الشُّعَاعُ فَمَبْدَا
هَا إِلُيْهِ وَرَجْعُهَا سِيَّانِ
هِيَ دُنْيَا بِهَا تَفَاءَلْتُ إِلاَّ
أَنَّهَا خِلْوَةٌ مِنَ الأَحْزَانِ
هِيَ شَمْسٌ فَإِنْ مِثَالُكَ يَوْمَاً
لاَحَ فِيْهَا فَأَنْتُمَا شَمْسَانِ
أَيْنَمَا قَابَلَتْ مِثَالَكَ مِنْ أَرْ
ضٍ فَفِيْهَا تَقَابَلَ النَّيِّرَانِ
فَالْقَهَا مِنْكَ بِالَّذِي مَا رَآهُ
خَائِفٌ فَانْثَنَى بِغَيْرِ أَمَانِ
وَعَلَى المُصْطَفَى فَصَلِّ فَقَدْ يُعْ
رَفُ فَضْلُ العُيُونِ بِالأَعْيَانِ