يا حسنها طويثره

يا حُسْنها طويثرهْ

بروضةٍ منوَّرَهْ

أيَّامُها من الظِلا

لِ كالليالي المقمرهْ

تعانقتْ غصونُها

ميلسةً مؤطَّرهْ

عَلَى ضفافِ جدولٍ

مياهُهُ مثرثره

تلوحُ ثم تختفي

كغادةٍ مخدّره

تزيَّنتْ كأَنها

لعرسِها مغندره

ببرنسٍ أَدكن فو

قَ حُلَّةٍ مزعفره

في جيدِها قلادةٌ

من الفريدِ مزهره

وَصدرُها براقشٌ

تَلَوَّنَتْ مغيَّره

تظنها أَشعةً

من الغمامِ مُسفره

منقارُها وعينُها

عقيقةٌ وجوهره

وكفُّها خضيبةٌ

وساقُها مشمَّره

تَلَفَّتَتْ مريبة

مذعورةً منفَّره

إلى علٍ وأَسفلٍ

ويمنةٍ وميسره

وأَومضتْ بلمحَةٍ

تأَلقتْ كالشرره

وانتفضتْ كأَنما

قدْ بلّلتها لتنشره

وذبذبتْ بذيلها

تضمّهُ لتنشره

وأَنفضتْ برأْسها

كأنها مكفره

فتارة منفِّره

وتارة مصفَّره

ورفرفتْ جناحَها

كلهبةِ مُسعَّره

أَو شررٌ يثورُ في

عاصفةٍ من مجمره

ومن هنا وههنا

تدورُ دورَ البكره

فكرَّةٌ وفرَّةٌ

وعطفة وقهقره

حتى كأنَّ بعضَها

له عَلَى بَعْضٍ تِرَه

تسفُّ ثم ترتقي

كريشةٍ محيَّره

إِذا عَلَتْ ظننتها

فراشةً مفرفرة

وإنْ هوتْ تهافتتْ

كنجمةٍ منكدره

شحّتْ فماً كبرعمٍ

مغمضٍ من عبهره

تفتحتْ ثنتانِ مِنْ

أَوراقِه مبكره

واختلجتْ أوداجُها

كأنها مغرغره

ورجّعتْ بلحنِها

معيدةً مكروه

فبينما تمدُّهُ

إذا بها مقصره

فمرة مصفره

ومرة مصرصره

جناحُها مرفرفٌ

كأنه نيلوفره

فاعجبْ لها من قيْنةٍ

رقَّاصةٍ مزمِّره

إِن لم يحطْ واصفُها

بوصفِها فمعذره

كلَّ لسانٌ صارمٌ

عنها وعينٌ مُبْصِره

ونعتُها طريقةٌ

كما ترى مبتكره

عقابها لا ترتقى

ذلَّلتُها مُيسَّره


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ساجع حن إلى ذات جناح

المنشور التالي

ما أحسن ابن أيكة

اقرأ أيضاً

حوض خزامى

محتشمة متكتمة, على طيبك, كحوض خزامي, تجلسين قبالة مطالعي. وأصابعي تحك أصابعي, فيسقط فنجان قهوتي ــ ذريعتي وخديعتي,…