بعثت بشيء كالجفاء وإنما

التفعيلة : البحر الطويل

بعثْتُ بشيءٍ كالجَفاءِ وإنّما

بعثْتُ بعُذْري كالمُدلِّ الى عُذْرِ

وقلْتُ لنَفْسي لا تُراعَيْ فإنّهُ

كما قيلَ شيءٌ قد يُعينُ على الدّهْرِ

وما كانَ قدْرُ الودِّ والمجْدِ مثلَهُ

فخذْهُ على قدْرِ الحَوادثِ أو قدْري

وإنْ كنتُ لمْ أُحْسِنْ صَنيعي فإنّني

سأحْسِنُ في حُسْنِ القَبولِ لهُ شُكْري

وقدْرُكَ قدْرُ النيلِ عنْدي وإنّني

لدى قدْرِكَ العالي أدَقُّ منَ الذرِّ

قنِعْتُ وحظّي منْ زَماني ووُدِّكُمْ

هَباءٌ ومثْلي ليسَ يقْنَعُ بالنّزْرِ

أتاني كِتابٌ منْكَ باهٍ مُبارَكٌ

لَقيتُ بهِ الآمالَ يا بهْجَة الثّغْرِ

جَلا من بَناتِ الفِكْرِ بِكْراً وزفّها

الى ناظِري تخْتالُ في حِبَرِ الحِبْرِ

فألْفاظُها كالزّهْرِ والزّهْرُ يانِعٌ

وقدْرُ المَعاني في الأصالةِ كالزُّهْرِ

نُجومُ مَعانٍ في سَماءِ صَحيفةٍ

ولكنّها تسْري النّجومُ ولا تسْري

تضمّنَ منْ نوْعِ الدّعابَةِ ما بِهِ

رجَوْتُ الذي قد قيلَ في نشْوَةِ الخَمْرِ

رعى اللهُ مَسْراها الكريمَ فجلَّ ما

جلَتْهُ منَ البُشْرى وأبْدَتْ منَ البِشْرِ

لعَمْري لقدْ أذْكَرْتَني دولَةَ الصِّبا

وأهْدَيْتَ لي نوعَ الحَلالِ منَ السّحْرِ

ولمّا أتَتْ تلْكَ الفُكاهةُ غُدْوةً

وجَدْتُ نشاطاً سائِرَ اليومِ في بشْري

ولاسيّما إنْ كان ملْحِمَ بُرْدِها

عَميدُ أولي الألْبابِ نادِرةُ العصرِ

نشَرْتَ بها ما قد طوَيْتُ بساطَهُ

زَماناً ولي طيُّ الأمورِ مع النّشْرِ

ونِعْمَ خَليلُ الخيرِ أنتَ مُحافِظاً

على سُنَنِ الإخْلاصِ في السّرِّ والجَهْرِ

ودونَكَها تلْهو بِها وتُديرُها

سُحَيْريّةَ الأنْفاسِ طيّبَة النّشْرِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

رعى الله راعي الشاء ما شاء إنه

المنشور التالي

يا من به للملة استبشار

اقرأ أيضاً

يا رب غصن نوره

يا رُبّ غُصنٍ نُورُه يُزري بِنورِ الشَفقِ يَظَلُّ طُول عُمرِهِ يَبكي بِجفنٍ أَرقِ صُفرَتُهُ تُخبِرُ عَن عِشقٍ وَلَمّا…