لقد لاح من هند هدى راح لائحاً

التفعيلة : البحر الطويل

لقد لاح من هند هدى راح لائحاً

وظلت طيورٌ في الهواء سوانحا

وأمست دموعي في الرداء كأنها

لآلٍ كثغرٍ منهَ يلمع رائحا

لآلٍ على هند الفطين يرى لها

بدور الليالي البيض للشمس واضحا

وكنت إذا ما جئت بُرقِعَ وجهها

وصارت لنأي للبراقع لائحا

وقد كنت حولاً والعواذل تشهدُ

أروح وأغدو من هواها مسامحا

ولكنّني للحب حباً رأيته

إذا آض للأحباب يصبح ناصحا

نصعت لأحبابي بخالص ودهم

ففاح جناب المسك أصبح فائحا

بذكرٍ لبعض الصرف ناصع طبعهم

خليقتهم صرف به العدل صالحا

بدور الدياجي والشموس إلى الضحى

سيوف المعادي للطواغ كوالحا

نواصي المعالي يمينهم قد تقودها

تخطُّ بأقلام بجود مكافحا

يقود لكل أصل كل بذا العلا

أصيل العوالي للمعالي مصافحا

يقود الجميع الفرد في القطبنيةِ

وقطب لأفراد الأوادم سامحا

جواهر علم من زواجر لفظه

كدمع على خَدِّهْ ليالِهْ وصائحا

محمد فاضلٍ لذا الخلق فائق

به فاقت الأرواح راحت مصابحا

قناديل خلق من مصابيح قلبه

حياة لروح الروح حقاً وواضحا

هو الشمس والبدر النجوم تضاههْ

هدايته تحيي لكونِهَ راجحا

هو البحر والحبر الذي سر سره

به الري يبدي للسرائر بائحا

هو البر والفجار تُسْقَى بِبِرِّهِ

به طابت الأيام بارح سانحا

هو الغيث في النجوى وفي الأخفى شاهدٌ

به الحق لا يخفى وبالحق جامحا

هو العين عين العين إنسانها بدا

وإنسان إنس الإنس يبصر سامحا

هو الفرع والأصل الأصيل وفرعه

وثمرٌ لأصل الطيب بالطيب طامحا

وسهم الفؤاد اللوذعي مطلسما

مهذب أخلاق ويبسط ساطحا

تبيت نيار الضيف في الصيف مضرما

وأنوار غيب غيب قلبٍ للافحا

له إرث نور النور وهو محمد

له الحمد محمود وللحمد ناصحا

مكلَّلةٌ منه المعارف لؤلؤاً

مؤلَّلة منه الجواهر لامحا

هو المصطفى الأصفى صفي ومصطفى

له المعالي قصداً بالمعالي منافحا

هو الذات عين الذات سرٌّ لعينها

وسرٌّ لسرِّ السرِّ سرك لامحا

وليس سواك الذات الله ربنا

لك النعت في الإخلاص في النعت فاسحا

فأنت أنا وهو الأنية سابقا

ولا لك غير في الهوية فاتحا

لك الحمد والمدح القديم وأهله

لك المجد ثان في الأواخر مادحا

وليس سواك الله بالأواخر عالم

طلبت لفضلٍ منك للصدر شارحا

يكمّل ما أرجو ويكمل قصدنا

ويختم بالحسنى ويحسن فاصحا

وصلِّ صلاةً لا لها الحدُّ ناهياً

على من نهى حد الكمال ومانحا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أحيا اشتياقي والأشواق قد ذهبوا

المنشور التالي

ألا عم صباحاً أيها الربع منعما

اقرأ أيضاً