كان نهرٌ هنا ,
وله ضفّتان
وأُمٌّ سماويَّةٌ أرضَعَتْهُ السحابَ المُقَطَّرَ ,
نهرٌ صغيرٌ يسير على مهله
نازلاً من أعالي الجبال
يزور القرى والخيام كضيف لطيف خفيف
ويحمل للغَوْر أشجارَ دفلى ونخل
ويضحك للساهرين على ضفتيه :
((اشربوا لَبَنَ الغيمِ
واسقوا الخيول
وطيروا إلى القدس والشام))
كان يغني فروسيةً مرةً
وهوى مَرةً …
كان نهراً له ضفتان
وأُمُّ سماويّةٌ أرضعته السحاب المُقَطَّر
لكنهم خطفوا أُمَّه ,
فأصيب بسكتة ماء
ومات , على مهله , عطشاً !
اقرأ أيضاً
أستودع الله في أظعانهم قمرا
أَستَودِعُ اللَهَ في أَظعانِهِم قَمَراً إِلَيهِ لَو ضَلَّتِ الأَقمارُ يُحتَكَمُ عِندي سُهادٌ وَعِندَ الهاجِرينَ كَرىً فَاللَيلُ مُشتَرَكٌ بَيني…
لولا الحوادث لم أركن إلى أحد
لَولا الحَوادِثُ لَم أَركُن إِلى أَحَدٍ مِنَ الأَنامِ وَلَم أَخلُد إِلى وَطَنِ وَكُنتُ في كُلِّ تيهٍ صاحِباً لِقَطاً…
يرى نفسه غائباً
أنا هنا منذ عشر سنوات . وفي هذا المساء ، أجلس في الحديقة الصغيرة على كرسيّ من البلاستيك…
قد ضاع فيك صبري
قَدْ ضاعَ فيكَ صَبْرِي يا راغِباً فِي الغَدْرِ فَلَيْسَ فِيكَ أَدْرِي مَنْفَعَتِي مِنْ ضُرِّي فَهَلْ أَراكَ عُمْرِي مُهاجِراً…
مضناك جفاه مرقده
مُضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ وَبَكاهُ وَرَحَّمَ عُوَّدُهُ حَيرانُ القَلبِ مُعَذَّبُهُ مَقروحُ الجَفنِ مُسَهَّدُهُ أَودى حَرَفاً إِلّا رَمَقاً يُبقيهِ عَلَيكَ…
خلافة لم تكن غصبا مشورتها
خِلافَةً لَم تَكُن غَصباً مَشورَتُها أَرسى قَواعِدَها الرَحمَنُ ذو النِعَمِ كانَت لِعُثمانَ لَم يَظلِم خِلافَتَها فَاِنتَهَكَ الناسُ مِنهُ…
يدعو الغراب أناس حاتما سفها
يَدعو الغُرابَ أُناسٌ حاتِماً سَفَهاً لِأَنَّهُ بِفِراقٍ عِندَهُم حَتَما هَذا التَكَذُّبُ ما لِلجَونِ مَّعرِفَةٌ وَلا يُبالي أَنالَ المَدحَ…
سأعيش رغم الداء والأعداء
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ لا أرْمقُ…