للغجرية , سماء مدرية

التفعيلة : حديث

تتركين الهواء مريضاً على شجر التوت,

أما أنا
فسأمشي إلى البحر كيف أتنفس
لماذا فعلت بنا ما فعلت … لماذا
مللت الإقامة, يا غجرية,
في حارة السوسنة؟
طائش في السلالات. دقي بكعب حذائك
أيقونة الكون تهبط إليك الطيور. هناك
ملائكة… وسماء مدربة, فاصنعي ما
تشائين! دقي القلوب ككسارة الجوز
يبزغ دم الأحصنة!

لا بلاد لشعرك. لا بيت للريح. لا
سقف لي في ثريات صدرك. من ليلك
ضاحك حول ليلك أسلك درب
الشعيرات وحدي. كأنك من صنع
نفسك, يا غجرية,
ماذا صنعت بصلصالنا منذ تلك السنة؟

ترتدين المكان كما ترتدين سراويل نار
على عجل. لا وظيفة للأرض تحت يديك
سوى الالتفات إلى أدوات الرحيل: خلاخيل
للماء. جيتارة للهواء، وناي لتبعد
الهند أكثر. يا غجرية لا تتركينا كما
يترك الجيش آثاره المحزنة!

عندما, في نواحي السنونو, هبطت علينا
فتحنا على الأبدية أبوابنا صاغرين. خيامك
جيتارة للصعاليك. نعلو ونرقص حتى مغيب
الغروب والمدمي على قدميك. خيامك
جيتارة لخيول الغزاة القدامى تكر
لتصنع اسطورة الأمكنة

كلما حركت وتراً مسنا جنها. وانتقلنا
إلى زمن آخر. وكسرنا أباريقنا, واحداً
واحداً, لنصاحب إيقاعها. لم نكن طيبين
ولا سيئين, كما في الروايات. كانت
تسير أقدارنا بأصابعها العشر.
دندنة … دندنة!

غيمة, حملتها اليمامات من نومنا
هل تعود غداً؟ لا. يقولون: لا
ترجع الغجرية. لا تعبر الغجرية في بلد
مرتين. فمن سيزف, إذا, خيل هذا
المكان إلى جنسها؟ من يلمع من
بعدها فضة الأمكنة؟


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ليل يفيض من الجسد

المنشور التالي

تمارين أولى على جيتارة أسبانية

اقرأ أيضاً