أفراقا حسبتها أم لقاء

التفعيلة : البحر الخفيف

أفِرَاقاً حَسِبتها أم لِقاءَ

وَقْفةٌ بالأُبَيرِقَينِ مساءَ

كُنتُ منها على رَجاءٍ فَلمَّا

حَضَرتْني قَطَعتُ ذاكَ الرَّجاءَ

طالما كُنتُ واثقاً بِصفاءٍ

فأنا اليومَ لستُ أرجو صفاءَ

لا يَظُنُّ الصحيحُ فجأةَ سُقمٍ

وإذا اعتَلَّ لا يَظُنُّ شِفاءَ

يا بني عَمِّنا رُوَيداً علينا

أوَلَسْنا جميعُنا غُرَباءَ

إن نكُ اليومَ في البِلادِ افترقنا

فقريباً نُفارِقُ الدَنْياءَ

يَرِدُ البُؤْسُ والنعيمُ على المَرْ

ءِ وكلٌّ يروحُ من حيثُ جاءَ

عاشَ قومٌ رَغْداً وقومٌ وَبالاً

ثم ماتوا طُرّاً فراحوا سَواءَ

أيها العائفُ الكفَافَ تَمنَّى

لو دامَ الزمانُ خُبزاً وماءَ

وإذا أحسَنَ الزمانُ فلا تَغْ

ترَّ واعلَمْ بأنهُ قد اساءَ

والذي يَعلمُ الحقيقةَ لا يُبْ

لَى بداءٍ ولا يُعالِجُ دَاءَ

كَأَبيها وشيخنا ابن الشرابيْ

يِ الذي صحَّ أنَّ فيهِ الشِفاءَ

صاحبُ القولِ والفَعالِ رشيداً

باطنُ الرأْيِ حَسْبَما يَتَراءَى

سَلِمَتْ عينُهُ ولا شكَّ فيها

فَهْيَ ممَّا يُسِلّمُ الأعضاءَ

أيُّها اللابسُ السَوادَ ولا بدْ

عَ إذا كُنتَ تقتفي الخُلفاءَ

أنتَ في أرضنا خليفةُ عيسى

ولكَ المُلكُ يومَ تأتي السماءَ

خلقَ اللهُ فيكَ روحاً من اللُطْ

فِ وجِسماً منَ البَها حيثُ شاءَ

فإذا قُلتَ أوْ فعلتَ فذاكَ ال

جوهرُ الفردُ يفتِنُ الحُكمَاءَ

لا تَسْلني حقَّ الثَّناءِ وتأتي

كلَّ يومٍ بما يُطِيلُ الثَّناء

ليسَ عندي الا سَوادُ مِدادٍ

هل يكافي تلك اليدَ البيضاءَ

ما مَدَحْناكَ بل صَدَقناكَ إذ قُلْ

نا بكَ الحَقَّ واكتفَيْنا الخَطاءَ

وبماذا الفتَى يَمُنُّ على البدْ

رِ إذا قالَ إنَّهُ قد أضاءَ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

طال النوى حتى تقطعت المنى

المنشور التالي

أي ذنب ترى وأية زله

اقرأ أيضاً