قف بالديار وإن شجاك الموقف

التفعيلة : البحر الكامل

قِفْ بالدِّيارِ وإنْ شجَاكَ المَوقِفُ

وسَلِ المنَازلَ بَعدَنا مَن تألَفُ

وإذا عَثَرْتَ على فُؤادي بينَها

يوماً فَسَلْهُ إلى مَتَى يَتَخلَّفُ

رَبْعٌ صَرَفْتُ العَينَ عنهُ أشهُراً

والقلبُ عنهُ ساعةً لا يُصرَفُ

قد كانَ لي داراً فصارَت مُهجتي

داراً لهُ بفِنِائها يتَكنَّفُ

وبجانبِ الجَرْعاءِ قومٌ عِندَهم

ذِمَمٌ لَنا مَحفوظةٌ لا تُخْلَفُ

تَدنُو مَوَدَّتُهم على بُعدِ المَدَى

ويَزيدُ صِحَّتَها الزَّمانُ المُدنِفُ

إخوانُ صِدقٍ في الإخاءِ تَرَى لهم

كَلَفاً ولكن ليسَ فيهِ تَكَلُّفُ

ما زِلتُ أمزُجُ بالمدامعِ ذِكرَهُمْ

طَرَباً كما مُزِجتْ بماءٍ قَرْقَفُ

يا مَن جَلا عينَ البعيدِ برَسْمِ ما

كانتْ بهِ أُذُنُ القريبِ تُشنَّفُ

طِرسٌ على الأنفاسِ منكَ خَتَمتَهُ

سِرّاً فذَلكَ بالعَبيرِ مُغَلَّفُ

إنْ كُنتَ يعقوبَ المُحبَّ فنِعْمَ ما

تُدعَى ولكنْ ما حَبيبُكَ يُوسُفُ

أثَبتَّ لي في الوَصفِ ما لا أدَّعيِ

وعَرَفتَ لي في الحُبِّ ما لا أعرِفُ

هذِهْ صَحيفةُ من تَوَدُّ عُيُونُهم

لو أنَّها ضِمنَ الصحيفةِ أحرُفُ

كادتْ تَطِيرُ بها إليكَ صبابةٌ

فيها أرَقُّ مِن النَسيمِ وألطَفُ

جارَيَتني فسَبَقْتَني ولَطالَما

قد كُنتَ تَقْوَى في السِّباقِ وأضعُفُ

إنْ كُنتُ عن حَقِّ الوفاءِ مُقصِّراً

فالفضلُ في إنصافِ من لا يُنصِفُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

بغداد أيتها الركاب فبادري

المنشور التالي

أتتنا وهي سافرة الجبين

اقرأ أيضاً