أتعلم ما هاجت بقلبي من الشغل

التفعيلة : البحر الطويل

أتَعلَمُ ما هاجَتْ بقلبي من الشُغْلِ

مُخدَّرةٌ تَسبِي بأهدابِها الكُحْلِ

غَزالةُ إنسٍ لا غَزالةُ رَبرَبٍ

رَعتْ حَبَّةً للقلبِ لا عَرْفَجَ الرَملِ

اتتني من الزَواراء تَسحَبُ ذَيلَها

دَلالاً فزادَتْ غُلَّةَ الشَوقِ بالوَصلِ

بذَلتُ لها مَهْرَ العَرُوسِ من الحِلَى

فعافتهُ إجلالاً فأمهَرتُها عَقلي

رَبيبةُ حُسنٍ صَيَّرتْني ربيبها

ويا حبّذا ما نِلتُ من شَرَفِ المِثْلِ

ظَفِرنا بها من جُودِ أكرَمِ مُرسِلٍ

علينا فكانَتْ عِندنا أكرَمَ الرُسْلِ

هو الجوهرُ الفردُ المعرَّفُ شخصُهُ

بنَوعِ السجايا ليسَ بالجنِسِ والفَصلِ

نتيجةُ دَهرٍ لا يقاسُ بفضلهِ

صحيحُ القضايا صادِقُ الوَضْعِ والحَمْلِ

هو العُمَريُّ السَيّدُ الماجدُ الذي

لهُ الشَرَفُ المحفوظُ فَرعاً عنِ الأصلِ

لئن لم يكُ الفاروقُ أخلَفَ غيرَهُ

منَ النَسلِ أغنَى القومَ عن كثرةِ النسلِ

تَسامَى إلى أنْ صارَ أعلى من السُهَى

وفاضَ إلى أنْ صارَ أجرَى من الوَبْلِ

أشدُّ جِلاءً في الخُطوبِ من الضُّحَى

وأمضَى يَداً في المُشكلاتِ منَ النَصْلِ

تخِرُّ له الأقلامُ وهيَ نَواكِسٌ

فيُكسبُها فخراً على أنفَذِ النَبْلِ

تصيد المعاني سانحاً بعد بارحٍ

كما وقف القانص في ملتقى السبل

لهُ مِنَّةٌ طَالتْ عليّ ونعمةٌ

عَلَتْ فوقَ رأسي كالسَّحُوقِ من النَخلِ

إذا رُمتُ شكر الفضلِ أنَهضتُ همَّتي

فأقعَدها وِقرٌ جديدٌ من الفَضلِ

رمى البعضَ من شعري الضعيفِ بطَرفِهِ

فأولاهُ تقريظاً فسادَ على الكُلِّ

رأى كلُّ بيتٍ نفسَهُ كقَصيدةٍ

فضاقَ بهِ ما كانَ يَحْويه من قبلِ

بك افتَخَرتْ يا كَعبةَ الفخرِ نُبذَةٌ

قَدِ انتبَذَتْ أقصَى مكانٍ من الجَهل

تَقولُ كَفاني شاهدٌ مِثلُهُ فإنْ

جَسَرْتَ فقُلْ ما ذاكَ بالشاهدِ العَدْلِ

قضى اللهُ بالبُعدِ الذي حالَ بيننا

وهل يُرتَجى من غيرهِ صِلَةُ الحَبلِ

أرَى بينَنا شُمَّ الجِبالِ وفوقَها

جبالٌ منَ الأشوَاقِ سابغةُ الظِلِّ

تَصوغُ لنا شَكوَى النَّوَى بيدِ الهَوَى

فأقلامُنا تجري وأشواقُنا تُملي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

كادت تذوب ثغور البحر من حسد

المنشور التالي

رأى أطلالهم دمعي فسالا

اقرأ أيضاً

عجب الرجال لفارس

عَجِبَ الرِّجالُ لفارِسٍ ما زالَ مَحْذراً قِراعُهْ ما خاضَ قسْطَلَ مَعْركٍ إِلاَّ تَهَيَّبَهُ شُجاعُهْ أنَّى أقامَ على الخَسيفَةِ…