أسى وسرور ناصر ومخذل

التفعيلة : البحر الطويل

أسىً وسرورٌ ناصِرٌ ومُخذِّلُ

أتاحهما لي عنترٌ ومُهلهلُ

فماضٍ بكت عيني لفقد كمالهِ

وباقٍ لما فيه من المجد أجْذَلُ

سقى عنتراً والدمع لولا حرارةٌ

أحقُّ به هامٍ من المُزن مُسبل

سحوحٌ إذا ما جرَّ فضل ذيولهِ

أُذيب له وانْماع صخرٌ وجندلُ

قضى نحبهُ جمَّ الثَّناءِ كأنما

يشب على النادي بذكراه منْدلُ

فتىً لم يخُن عهداً ولا ملَّ صاحباً

ولا بات عن ودٍّ وإن غاب يزحلُ

ولا بخلتْ كفَّاهُ يوماً بنائلٍ

ولكن ملومٌ في النَّوال مُعَذَلُ

غزيرُ التقى لم يألُ في الله طاعةً

ولا لاقه في غير تقواهُ منزلُ

لِيبْك عليه معْركٌ وكتيبةٌ

ويندبْهُ نادٍ ذو سَراةٍ ومَحْفلُ

وجُرْدٌ تمطَّى في الشكيم كأنها

على القاع مُعْطٌ بالمناكب عُسَّلُ

رعاها رماح الحظ حتى أعادها

ومرتعها روض من العز مخضل

وضيف شتاءٍ بات في حُجُراته

يُطافُ عليه بالنَّعيم ويُكْفلُ

سرى بخفاف العيس عجلى فزادهُ

من الوضع على ظهر المطيَّةِ أعجلُ

وجارٌ تحامته العشائر فانْثنى

يحيدُ به عن واضح السمت أفْكلُ

حمتهُ فحالت دونهُ قسوريَّةٌ

من العزِّ لا تُعْلى ولا تُتوقَّلُ

ولو أنني أنصفتُ في حكم ودِّهِ

لَبِتُّ وكُلي من مراثيهِ مِقْولُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

رأيت غياث الدين في البأس والندى

المنشور التالي

بقيت غياث الدين ما أظلم الدجى

اقرأ أيضاً