سل ابنة القوم هل تدري بما صنعت

التفعيلة : البحر البسيط

سَل ابنْةَ القَومِ هل تَدري بما صَنَعتْ

ألحاظُها بفُؤادٍ فيهِ قد رَتَعَتْ

مَليحةٌ قَطَعَتْ من مُهجتي طَرَفاً

ولَيْتَها حاسَبَتْني بالذي قَطَعَتْ

صُبحٌ إذا سَفَرَتْ غُصنٌ إذا خَطَرَتْ

ظَبْيٌ إذا نَفَرَتْ مِسكٌ إذا سَطَعَتْ

أجفانُها خَلَعَتْ سُقْماً علَيَّ ولا

لَوْمٌ عليها فمِن أثوابِها خَلَعتْ

لَئنْ تَكُنْ عن سَوادِ العينِ غائبةً

فإنَّها في سَوادِ القلبِ قد طَلَعَتْ

وإن أتى من شِهابِ الدِّينِ مُقتَبَساً

كِتابُ أنُسٍ وقد غابَتْ فلا رَجَعتْ

حَيَّا الحَيا أرْضَ زَوْراءِ العِراقِ ضُحىً

فتِلكَ أرضٌ لأهلِ الفضلِ قد جَمَعَتْ

لَئنْ مَضَت دَولةُ المُلكِ القديم بها

فدَولةُ العِلمِ منها قَطُّ ما انقَطَعتْ

فيها الرِّجالُ المَشاهِيرُ الذينَ بهِمْ

مَنارةُ العِلمِ فوقَ النَّجمِ قد رُفعتْ

من كُلِّ أبلَجَ واري الزَّنْدِ في يَدهِ

أقلامُ صِدقٍ بأمرِ اللهِ قد صَدَعَتْ

كلُّ البِلادِ وإن جَلَّتْ مَحاسِنُها

عِقْدٌ فَريدَتُهُ بغدادُ قد وُضِعَتْ

تَسَعى إليها القوافي السَّائراتُ كما

تَسعَى إلى الكَعْبةِ الحُجَّاجُ حينَ سَعَتْ

أرضٌ تَتُوقُ إلى مَرأى مَحاسِنها

عيني لكَثْرةِ ما أُذْني بها سَمِعَتْ

حَسِبتُها فَلَكاً إذْ قِيلَ إنَّ بِها

ذاكَ الشِّهابَ الذي أنوارُهُ لَمَعَتْ

ماذا أقرِّظُ من ذاكَ المقَامِ على

تَقريظِهِ لمقاماتي التي طُبعَتْ

ليسَ الشَهادةُ من ضُعفي بنافعةٍ

لكن شَهادَتهُ تلكَ التي نَفَعَتْ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أسألت بان الجزع وهو يصفق

المنشور التالي

أتتني بلا وعد وقد نضت الحجبا

اقرأ أيضاً

أما وقد ألحقتني بالموكب

أَمّا وَقَد أَلحَقتَني بِالمَوكِبِ وَمَدَدتَ مِن ضَبعي إِلَيكَ وَمَنكِبي فَلَأُعرِضَنَّ عَنِ الخُطوبِ وَجَورِها وَلَأَصفَحَنَّ عَنِ الزَمانِ المُذنِبِ وَلَأُلبِسَنَّكَ…