مضى زمن الصبى فدع التصابي

التفعيلة : البحر البسيط

مَضَى زَمَنُ الصِّبَى فَدَعِ التَّصابي

ولا تَبْغِ الشَّرابَ منَ السَّرابِ

ودَعْني من أماني النَّفْسِ إنّي

رَضِيتُ من الغَنيمةِ بالإيابِ

ظَلَفتُ عَنِ ارتِكابِ العارِ نفسي

وعِفْتُ دَلالَ سَلْمَى والرَّبابِ

إذا هَجَرَ الحبيبُ لغيرِ ذَنْبٍ

فذاكَ الذَّنْبُ أولَى بالعِقابِ

إذا زُرتُ الصَّديقَ ولم يزُرني

فذلكَ كالخِطابِ بلا جَوابِ

إذا كَثُرتَ خبائثُ جارِ سَوْءٍ

ففُرقتُهُ أجَلُّ منَ العِتابِ

على الدُّنيا السَّلامُ فإنَّ قلبي

عن الأهواءِ مشغولُ الشِّعابِ

لَقد ألقَى الأميرُ عَلَيَّ ظِلاًّ

فقلبي عن سِواهُ في حِجابِ

أنا عَبدٌ لدَولتِهِ ولكن

أعيبُ عليهِ تحريرَ الرِّقابِ

أُردِّدُ مَدحَهُ مِثلَ المُصَلِّي

يَمُرُّ مُردِّداً أُمَّ الكتِابِ

وإنِّي غَرْسُ نِعمتِهِ قديماً

نَشَأتُ بها كأغصانِ الرَّوابي

سَقاني ماؤُها كأساً طَهُوراً

فما أسَفي على مَطَر السَّحابِ

كريمٌ لا يَضِيعُ لَدَيهِ حَقٌّ

فقد سُمِّي أميناً بالصَّوابِ

وليسَ يُخِلُ في الدُّنيا بشيءٍ

لغَيرِ المالِ من حِفظِ الصِحابِ

يَعيشُ بظِلِّهِ مَن عاشَ منَّا

ويَقِضي تحتَهُ مَيْتُ التُّرابِ

ويُدرِكُنا نَداهُ حيثُ كُنَّا

على حالِ ابتعادٍ واقتِرابِ

وتُكسِبُنا مَكارِمُهُ ارِتفاعا

كصفِرٍ زادَ في رَقمِ الحِسابِ

فدامَ نداهُ يَقرَعُ كلَّ بابٍ

ويأتيهِ الثنا من كلِّ بابِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

كثير العمر في الدنيا قليل

المنشور التالي

لما رأيتك ترعى ذمة العرب

اقرأ أيضاً

نعم المعين على الآداب والحكم

نِعْمَ المُعِيْنُ عَلَى الآدَابِ وَالحِكَمِ صَحَائِفٌ حُلُكُ الأَلْوَانِ كَالظُّلَمِ لاَ تَسْتَمِدُّ مِدَادَاً غَيْرَ صِبْغَتِهَا فَسِرُّ ذِي الَّلبِّ فِيْهَا…