هل للذي في حشاه حزن يعقوب

التفعيلة : البحر البسيط

هل للَّذي في حَشاهُ حُزنُ يعقوبِ

من حُسنِ يُوسُفَ يُرجَى صبرُ أَيُّوبِ

وكيفَ صَبرٌ بلا قَلب يقومُ بهِ

فقلبُ كلِّ مُحِبٍّ عِندَ محبوبِ

مضى الزَّمانُ على أهلِ الهَوى عَبَثاً

فلم يَكُفُّوا ولا فازوا بمطلوبِ

تَطيبُ أَنفُسُهُمْ تحتَ الظَّلامِ على

وَعدِ الخَيالِ وتَنسَى وَعدَ عُرقوبِ

كلُّ المِلاحِ فِدَى خَودٍ ظَفَرتُ بها

تخلو عُذُوبتُها من كُلِّ تَعذيبِ

يَزينُها الحِبرُ فوقَ الطِرْسِ لا حِبَرٌ

تحت الحِلَى وَطِرازٌ في الجَلابِيبِ

مَحجوبةٌ تحتَ أَستارٍ تَغيبُ بها

ونُورُها كالدَّراري غيرُ محجوبِ

عَلِمتُ أَنَّ عَرُوساً ضِمنَ هَودَجِها

لَمَّا تَنَسَّمتُ منه نَفحةَ الطِيبِ

هَديَّةٌ جادَ مُهديها عَليَّ كما

تُهدى عِطاشُ الرُّبى قَطْرَ الشَّآبِيبِ

جاءت على غَيرِ ميعادٍ لزَورَتِها

وأعذَبُ الوَفْدِ وَفدٌ غيرُ محسوبِ

كريمةٌ من كريمٍ عَزَّ جانِبُهُ

يا حبَّذا كاتِبٌ منهُ كمكتوبِ

أَثنى عَلَيَّ بما لا أستطيعُ لهُ

شكُراً فأُلقي إليهِ عُذرَ مغلوبِ

حَيَّا الصَّبا أَرضَ مصرَ والَّذينَ بها

وجادَها كلُّ هَتَّانِ الأَساكيبِ

في أَرضِها غابةُ العِلمِ التي سَمَحَتْ

لِغيرِها بالشَّظايا والأَنابيبِ

على الخليلِ سَلامُ اللهِ تَقرَأُهُ

ملائِكُ العَرْشِ من أعلى المَحاريبِ

ومَن لَنا بسَلامٍ نَلتَقيهِ بهِ

وبَردِ شوقٍ كتِلكَ النَّارِ مشبُوبِ

هو الأَديبُ الذي رَقَّتْ شَمائِلُهُ

وصانَهُ اللهُ من لومٍ وتَثْريبِ

مُنَزَّهٌ عن فُضولِ القولِ مَنطِقُهُ

في النَّظمِ والنَّثرِ مقبولُ الأساليبِ

وأَحسَنُ الشِّعرِ ما رَاقَتْ مَوارِدُهُ

مستَوفياً حَقَّ تهذيبٍ وتأْديبِ

ومن أَقامَ على ألفاظِهِ حَرَساً

مِثلَ السكَائِمِ للجُرْدِ السَّراحِيبِ

ومن إذا عَرَضَتْ في الناسِ تَجرِبَةٌ

أَغنَتهُ عن شَقِّ نَفسٍ في التَجارِيبِ

إليكَ يا ابن سِراجِ الدين قد وَفَدَتْ

تَبغي الضياءَ فَتاةٌ للأَعاريبِ

خَطَّارةٌ في سخيفِ البُرْدِ عاطلةٌ

مَدَّت إليكَ بَناناً غيرَ مخضوبِ

رَفَعتَ قَدري بمَدحٍ قد خَفَضْتُ لهُ

رأْسي فناظَرَهُ سَمْعي بمنصوبِ

عليَّ شُكرُكَ مفروضٌ أَقومُ بهِ

يا مَن عليهِ مَديحي غيرُ مندوبِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قد عاهد الدهر أهليه فما غدرا

المنشور التالي

على رسم هاتيك الديار البلاقع

اقرأ أيضاً

قولي لطيفك ينثني

قولي لطَيفِكِ يَنْثَني عنْ مَضْجَعِي عندَ المَنامْ عند الرّقادْ عندَ الهُجُوعْ عند الهُجُودْ عند الوَسَنْ فعسى أَنَامُ فَتَنْطَفِي…

اُعف عني

اُعْفُ عَـني أو أَدِِنّـي بُـحْ بـما ترضـاهُ مِــنّي ولْتَكُنْ في العـشقِ نهراً دافـقاً، يـجـري، يغـنّي عَلَّـني أروي قصـيدي…