ما دام هذا اليوم يخلفه الغد

التفعيلة : البحر الكامل

ما دامَ هذا اليومُ يَخلُفُهُ الغدُ

لا تُنكِروا أنَّ القَديمَ يُجدَّدُ

لم تُقطَعِ الأغصانُ من شَجراتها

إلاّ رأينا غَيرها يتَولَّدُ

هذا الأمينُ مَضى فقامَ محمُّدٌ

خَلَفاً فنابَ عن الأمينِ مُحمَّدُ

حَدَثٌ لهُ في العينِ يومٌ أبيَضٌ

يُجلَى بهِ في القَلبِ يومٌ أسْوَدُ

مَن عاشَ في الدُّنيا تَفطَّرَ قلبُهُ

غَماً بها إن كانَ لا يَتَجلَّدُ

إن كانَ عيني كُلّما رأتِ البَلا

سَهِرَتْ فطولَ حياتِها لا تَرقُدُ

في كُلِّ يومٍ للحَوادِثِ غارةٌ

فينا تقولُ العَودُ عندي أحمَدُ

إن لم يَكُنِ للمَرْءِ عندَ لقائِها

سَيفٌ يُسَلُّ فدِرعُ صبرٍ تُسْرَدُ

فَقْدُ العزيزِ بليَّةٌ وأخَفُّها

ما صادَفَ التَعويضَ عَمَّا يُفقَدُ

عَزَمَتْ على الإنصافِ دُنيانا التِّي

سَلَبتْ يدٌ منها وأعطَتْنا يَدُ

بَدَلٌ لشَخصِ أبيهِ حَلَّ مَحلَّهُ

فَهُوَ الذي يُنحَى إليهِ ويُقصَدُ

لم تَعَهدِ العُليا فَتىً كمُحمَّدٍ

في النَّاسِ وَهْيَ لَدَيهِ مما يُعهَدُ

ألِفَ الولايةَ من صِباهُ كِلاهُما

إلفٌ لصاحِبِهِ عليهِ مُعوَّدُ

نَظَرتْ مَناقِبَهُ الحِسانَ فأدرَكَتْ

سِرّاً تكادُ تَراهُ مِمَّا يُعبَدُ

هيَ في حِماهُ رَبيبةٌ لا تَنْثني

عن بابهِ ونَزيلةٌ لا تُطرَدُ

وضَجيعةٌ في مَهْدِهِ وَردِيفةٌ

في سَرْجِهِ وجليسةٌ إذْ يَقعُدُ

رَيَّانُ في نَظَر البصائرِ أشيَبٌ

عَجَباً وفي بَصَرِ النَّواظِرِ أمرَدُ

تَزْوَرُّ عن مرْآهُ عينُ حَسُودِهِ

كَشُعاعِ شَمْسٍ يتَّقيهِ الأرمَدُ

خَلَفٌ كريمٌ أشبَهَ السَّلَفَ الذي

كانتْ لهُ كُلُّ الخَلائقِ تَشهَدُ

ما كانَ يُوجَدُ كالأمينِ بعَصرِهِ

واليومَ مِثلُ محمَّدٍ لا يُوجَدُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ماذا جلبت لنا يا ليلة العيد

المنشور التالي

مللت من القريض وقلت يكفي

اقرأ أيضاً