أجراس سوداء

التفعيلة : حديث

لِنَمُتْ فالحياة جفَّت وهذي الأ

كؤسُ الفارغاتُ تَسخَرُ منا

وغيومُ الذهول في أعين الأيـ

امِ عادت أجلى واعمقَ لونا

وسكونُ الحياة في جَسَد الأحـ

لام لم يُبقِ قَطُّ للعيش معنى

وفراغُ الآهاتِ أثبتَ أنّا

قد فرِغنا من دورنا وانتهينا

وعميقاً في الليل نسمعُ أقدا

مَ الليالي في رهبةٍ ووجومِ

ودويُّ الأجراس يُنذرنا أنّـ

ـا انتهينا من دورنا المحمومِ

أن ما في الكؤوس يوشكُ أن ينـ

ضبَ إلا من حفنةٍ من همومِ

أنَّ ما في العيونِ من عَطش الأحـ

لامِ أمسى رمادَ حبٍّ قديم

وبعيدا في الجوّ تُنْذرنا الأصـ

واتُ أنَّ الحياةَ عادتْ جُنونا

أنَّ لونَ الخيالِ قد حالَ وارتدَّ

شُحوباً وواقعاً محزونا

أن «قَبْلَ» الرجاء أصبح لا «بَعـ

دَ» لـه فهو فكرة لن تكونا

أن شيئاً في عُمق أنفسنا يجـ

ذبُنا للممات، شيئاًمكينا

ولماذا نبقى هنا؟ أوَلم نشـ

بعْ ونضجرْ ونروَ دونَ انتهاءِ؟

أوَلم نُدركِ النعيمَ وخمر النـ

صر والحبَّ نابضاً بالرجاءِ؟

أوَلم نعرفِ الأسى والعاصرَ

نونَ والنومَ بعد طول البكاءِ؟

أولم نُشبعِ الوجودَ ومن فيـ

هِ احتقارا ونمضِ باستهزاءِ؟

ولماذا نبقى هنا؟ أسمعُ المو

تَ ينادي بنا فلمْ لا نُجيبُ؟

لِنَمُتْ فالرياحُ تجرح وجهَيـ

نا ولونُ الدُجى عميقٌ رهيبُ

وهنا نحنُ مُتعبانِ غريبا

نِ تعايى بنا الشبابُ الكئيبُ

وهنا نحنُ ميّتان وإن كا

نَ لِعرق الحياة فينا وجيبُ

«الغريبانِ» هكذا يهمسُ الليـ

لُ وأجراسهُ تلفُّ الوجودا

أيها الليلُ لن يعيشَ الغريبا

نِ ولن يَلمُسَا مساءً جديدا

خُذْهما أرخِ جُنحكَ الأسودَ الـها

دىءَ حوليهما وحلِّقُ بعيدا

خُذْهما عزَّ أن يقولوا «غريبا

نِ» وكانت أقصوصةً لن تعودا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أسطورة عينين

المنشور التالي

من مبلغ علياء إبرا

اقرأ أيضاً