جلت لنا هذه الآداب والصور

التفعيلة : البحر البسيط

جلت لَنا هَذِهِ الآداب وَالصُوَرُ

مَحاسِناً يَجتليها السَمع وَالبَصَرُ

مِن كُلِّ ذاتٍ وَمَعنىً قَد حَوى حكما

مَن فاتَهُ العين مِنها نالَهُ الأَثَرُ

زَهَت بِتَشخيص أَحوال الألى سلفوا

حَتّى كَأَنَّهُم غابوا وَقَد حَضَروا

رِواية كُلُّها فَضل وَمَعرِفَة

وَحكمة وَإفادات وَمعتبرُ

إِنّي لأَحسب آذان الوَرى صدفاً

ملقىً إِذا فارقتها هَذِهِ الدُرَرُ

وَكُلّ قَلب بِها لا يَزدَهي طَرَباً

مِن المَسَرَّة فَاِعلَم أنَّهُ حَجَرُ

عَرائس مِن بَنات الفكر مُسفرة

عَن كُلّ باهِرَة حارَت بِها الفكرُ

دَلَّت عَلى فَضل منشيها الأَمير وَمَن

بِمثله هَذِهِ الأَيّام تَفتخرُ

مُحمّد الإسم من أَفعاله حمدت

لا يحمد الغُصن حَتّى يحمد الثَمَرُ

مواثر الوَطن المَحبوب مانحه

مِن الفَوائد ما يُقضى بِهِ الوَطَرُ

أَنشا السُرور بِدار أَهلها بَلَغوا

مِن التَواضع حَدّاً لَيسَ يَنحَصرُ

بَنو حَمادة أَهل المكرُمات وَهُم

أَهل المَحامد فينا أَينما ذكروا

قَوم مِن البرّ وَالتَقوى مَنازلهم

هِيَ المَطالع فيها الأَنجُم الزُهرُ

أَمسَت مَناهل أَفراح مَشاربها

صفت فَما شابَها مِن ريبة كَدرُ

وَالمنهل العَذب مَهما كانَ مُزدَحِماً

يَحلو وَيحمد مِنه الورد وَالصَدَرُ

فَاِشهَد كَواكب مَجد في سَماءِ عُلىً

تَجلو لَياليَ أُنس كُلّها سحرُ

سَما بِها العجب إِعجاباً فَما عرفت

أَحلّها ملك يا قَوم أَم بَشَرُ

ما حَلَّها غَير والي الأَمر فَاِبتَهَجَت

شبه الحَديقة أَنّى جادَها المَطَرُ

حازَت بِرُشدي كَمال الرُشد إِذ بَلَغَت

حَدّاً يقصر عَن إِدراكِهِ النَظَرُ

وَزانَها بِالبها تَشريف دَولَتهِ

كَأَنَّما هِيَ عَين زانَها الحورُ

أَعظم بِفَضل مُشير دون غايَتِهِ

زهر الكَواكب مِنها الشَمس وَالقَمَرُ

بِهِ المَنازل باهَت وَالسُرور بِها

يَتلو التَهاني كَما تُتلى لَنا السورُ

يا لَيلة أَشهدتنا بهجَةً وَهَناً

كَليلة القَدر أَحظانا بِها القَدَرُ

شُكراً لِسُلطانِنا عَبد العَزيز فَقَد

أَعطى لَنا الأَمن لا خَوف وَلا حَذَرُ

حَتّى غَدَت أَلسُن الأَيّام تنشدنا

ماذا عَسى أُمّة الإِسلام تنتظرُ

بِهِ اِعتَزَزنا أَعَزَّ اللَهُ دَولَته

وَدامَ ما دامَ بِالرَحمَن يَنتَصرُ

وَظلّ بِالعزّ وَالإِقبال طالعه

يَسمو بِهِ السَعد وَالتَأييد وَالظَفرُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

سقى صبب الرضوان قبرا حوى التقى

المنشور التالي

رواية حكمة جمعت فنونا

اقرأ أيضاً

أتتك بلون المحب الخجل

أَتَتكَ بِلَونِ المُحِبِّ الخَجِل تُخالِطُ لَونَ المُحِبِّ الوَجِل ثِمارٌ تَضَمَّنَ إِدراكَها هَواءٌ أَحاطَ بِها مُعتَدِل تَأَتّى لِإِلطافِ تَدريجِها…