ما وصل من تهوى على أنسة

التفعيلة : البحر السريع

ما وصل من تهوى على أنسةٍ

بالبدر في ظل الربيع الظليل

على بساط نسجته الربى

شتى الحُلَى والوشى غض طليل

أبدى الرياحين وأهدى الشذا

وجر أذيال النسيم العليل

واستضحك الماءُ فهاج البكى

في كل خدر لبنات الهديل

بالمجلس الممتع ما لم تزد

فيه ابنةَ الكرم وشعرَ الخليل

شعر جرى من جنبات الصّبا

يا طيب واديه وطيب المسيل

فيه روايات الصِّبا والهوى

تسلسلت أشهى من السلسبيل

قد صانها الشاعر عن حُلوةٍ

في مفضلٍ أو مرة في بخيل

شيبوب ديوانك باكورة

وفجرك الأوّل نور السبيل

الشعر صنفان فباق على

قائله أو ذاهب يوم قيل

ما فيه عصرىّ ولا دارس

الدهر عمر للقريض الأصيل

لفظ ومعنى هو فاعمد إلى

لفظٍ شريف أو لمعنى نبيل

واخلُق إذا ما كنت ذا قدرة

رُبَّ خيال يخلق المستحيل

ما رفَع القالة أو حطهم

إلا خيال جامد أو منيل

من يصف الإِبل يصف ناقة

طارت بهم وارتفعت ألف ميل

سائل بنى عصرك هل منهم

من لبس الإكليل بعد الكليل

وأيهم كالمتنبى آمرؤ

صوّاغ أمثالٍ عزيزُ المثيل

والله ما موسِّى وليلاته

وما لمرتين ولا جِيرزِيل

أحق بالشعر ولا بالهوى

من قيسٍ المجنونِ أو من جميل

قد صوّرا الحب وأحداثه

في القلب من مستصغر أو جليل

تصوير من تبقى دُمى شعره

في كل دهر وعلى كل جيل


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قيل ما الفن قلت كل جميل

المنشور التالي

تقريظ أعيان الكتب

اقرأ أيضاً