إلى كم أحوك الشعر في الذم والمدح

التفعيلة : البحر الطويل

إلى كم أحوك الشعر في الذم والمدح

وأخلع برديه على المنع والمنح

وأفتح من أبوابه كل مقفل

يشن عليها خاطري غارة الفتح

ويشركني في نظمها كل ناقص

يعارض بالمصباح شارقة الصبح

يعيب دعي القوم غر قصائدي

وليس له فيه صريحي ولا صرحي

عصته زناد الشعر إذ رام قدحها

فأداه ضعف القدح عنها إلى القدح

تخلف عن شأوي فجمل نفسه

بنقد كلامي وهو من نقد السرح

فيا نابح الجوزاء من هوة الثرى

ترفق فقد أتعبت نفسك بالنبح

وابق على قرنيك من نطح صخرتي

وإلا فقد أوهيت قرنيك بالنطح

توهمت فكري مثل فكرتك التي

لها خاطر دامي القريحة والقرح

وإن أجاج القول مثل زلاله

وما يستوي عذب المذاقة بالملح

قصائد لم يقصدن إلا خليفة

وإلا وزيراً عارفاً قيمة المدح

وإلا جواداً مثل ورد تسوقها

سجاياه بالإكرام والخلق السحج

مليك ترى من حلمه وانتقامه

حياة وموتاً بالصفيحة والصفح

فتى نجحت أيامه من فعاله

بغر مساع صانهن عن الشح

فدى لك يا تاج الخلافة كل من

تعاطى ثنائي من بخيل ومن سمح

فإنك أفسدت القوافي على الورى

بجود نهاها أن تعود إلى الصلح

وقلت لها من لم يكرمك منهم

فلا تنظريه رأس مال ولا ربح

فكيف بذاك الوعد لو كان حاصلاً

فإنك مقرون المواعيد بالنجح

إذا أغمضت عمن سواك جفونها

صدوداً ولم تسمح لغيرك باللمح


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أيخفى صحيح الوجد والسقم لائح

المنشور التالي

هي البدر من سنة البدر أملح

اقرأ أيضاً