يا باذلاً رزق الورى ومانعا

التفعيلة : بحر الرجز

يا باذلاً رزق الورى ومانعا

وخافضاً أقدارهم ورافعا

وقادراً أضحت صروف دهره

لأمره مذعنة خواضعا

وطالعاً كالبدر في دست العلى

ووارثاً والده طلائعا

وناصر المجد الذي لو لم يقم

في حفظه أصبح مجداً ضائعا

غدوت للمال الجزيل فارقاً

ورحت للذكر الجميل جامعا

إذا المعالي عرضت نفوسها

كنت لها مشترياً لا بائعا

في منصب الملك أشم شامخ

قد استخف حمله متالعا

ذو هيبة أصبح كل أصيد

بين يديها ساجداً وراكعا

لو أن بهرام السماء خانه

أو طائر النسرين خر واقعا

فما عسى بهرام وهو عبده

إذ كفر الصنع يكون صانعا

سلبته ثوب الحياة إذ غدا

لخلعة الطاعة عنه خالعا

قطعت يوم السبت رأس صنوه

وذاق يوم السبت سما ناقعا

صفحت يوم الحي عنه قادراً

فعاد في فعل القبيح راجعا

وفارق الطاعة وهي جنة

تحرز من كان مطيعاً سامعا

عفوت في الأولى فلما خانها

أدنت له الأخرى حماما شاسعا

أراد أن يطلع في ذروة العلى

لكن بدا من فوق جذع طالعا

غادرته فوق الصليب قائماً

يمد وسط الجو باعاً واسعا

مد إلى الأفق يدي مستمطر

فأمطرته النبل وبلاً هامعا

تركتها مارقة من مارق

خان ونزهت الحسام القاطعا

وهو ينادي بلسان حاله

هذا جزا من كفر الصنائعا

بهرام مفتاح لكل ناكث

أصبح في بحر النفاق شارعا

فليصح من خمر الهوى مخامر

إن كان حلم عن سفاه رادعا

ولا يخادع نفسه فإنه

رب خداع أهلك المخادعا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قلب الزمان على الخلافة قاسي

المنشور التالي

غير بعيد وغير ممتنع

اقرأ أيضاً