هذا ربيع وأنت ناء

التفعيلة : البحر البسيط

هذا ربيعٌ وأنت ناءٍ

وكنت أبهى من الربيع

والطير يشدو وأنت ثاوٍ

بمنزل ساكت قطيع

لو كنت أدرى ثراه طافت

عليه من لوعة دموعي

ما الدمع يُروى غليل قبر

مخصّب بالدم النجيع

مضت شهورٌ وأنت ناء

والطير يشدو وأنت صامت

في كل يوم لنا حديث

أرويه عنه وأنت ساكت

لا بارك اللَه في زمان

بالشاعر العبقريّ شامت

كنا وكانت لنا شجونٌ

أضحت بفقدي لكم خوافت

لا أعرف اليوم كيف أصغى

إلى حديثٌ تغيب عنه

قد شبّت النار في نعيم

رحلت عنه وأنت منه

العيش من بعدكم مريرٌ

وكان أحلى من الرحيق

والدهر من بعدكم بحارٌ

بها غريق إلى غريق

إذا ذكرت الفراق يوماً

غصصت من لوعتي بريقي

وعدت كالهائم المعنّى

فمن طريق إلى طريق

إن تسأل اليوم كيف حالي

بدارة الوجد والخفوق

فلتعرف اليوم أن دهرى

لم يبق لي فيه من صديق


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ما بكى باك على الحسن الأصيل

المنشور التالي

بأهل اسكندرية بعض ما بى

اقرأ أيضاً

ألم تك ريحانة الواصف

أَلَم تَكُ رَيحانَةَ الواصِفِ لِمُستَظرِفٍ وَلِمُستَأنِفِ غَريراً فَآنَسُ حالاتِهِ إِذا كانَ كَالرَشَأِ الخائِفِ تَنامُ مَعَ الظُهرِ مِن غِرَّةٍ…