رفٌّ من الحمام ينقشع فجأة من خلل الدخان .
يلمع كبارقة سِلْمٍ سماوية. يحلِّق بين الرماديّ
وفُتات الأزرق على مدينة من ركام . ويذكِّرنا
بأن الجمال ما زال موجوداً ، وبأن اللا موجود
لا يعبث بنا تماماً إذ يَعِدُنا ، أو نظنُّ أنه
يعدنا بتجلِّي اختلافه عن العدم . في الحرب
لا يشعر أَحد منا بأنه مات إذا أَحسَّ
بالألـم . الـموت يسبق الألـم . والألـم هـو
النعمة الوحيدة في الحرب. ينتقل من حيّ إلي
حيّ مع وقف التنفيذ . وإذا حالف الحظّ أحداً
نسيَ مشاريعه البعيدة ، وانتظر اللا موجود
وقد وُجِدَ مُـحَلِّقاً في رفِّ حمام . أرى في سماء
لبنان كثيراً من الحمام العابث بدخان يتصاعد
من جهة العدم !
اقرأ أيضاً
أمن آل ليلى عرفت الطلولا
أَمِن آلِ لَيلى عَرَفتَ الطُلولا بِذي حُرُضٍ ماثِلاتٍ مُثولا بَلينَ وَتَحسِبُ آياتِهِن نَ عَن فَرطِ حَولَينِ رَقّاً مُحيلا…
سقيت كأس الهوى قديما
سُقيتُ كأس الهَوَى قديماً من غير أَرْضيِ ولاَ سمَائِي أصْبحتُ به فَريدَ عَصري بَينَ الْوَرى حاَمِلاً لِوائِي لِي…
بالحسن من مكناسة الزيتون
بِالحُسْنِ مِنْ مَكْنَاسَةِ الزَّيْتُونِ قَدْ صَحَّ عَذرُ النَّاظِرِ الْمَفْتُونِ فَضْلِ الْهَوَاءِ وَصِحَّةِ الْمَاءِ الَّذِي يَجْرِي بِهَا وَسَلاَمَةِ الْمَخْزُونِ…
إليك على البعاد مثال صب
إَليكَ عَلى البِعادِ مِثالُ صَبٍّ أَكلِّفُهُ التّحيَّةَ وَالسُّؤالا لَئِن لَم تَلقَ مِنهُ سِوى خَيالٍ فَإِنِّي صِرتُ بَعدَكُمُ خَيالا
تيمته صبابة وإشتياق
تَيَّمَتهُ صَبابَةً وَإِشتِياقُ وَشَجاهُ يَومَ الفِراقِ الفِراقُ ساعَدَتهُ عَلى البُكا عَبَراتٌ ساعَدَتها في فَيضِها الآماقُ كَم تَشُقُّ الجُيوبُ…
أقاح ذاك أم شنب وريق ذاك أم ضرب
أَقاحٌ ذاكَ أَم شَنَبُ وَريقٌ ذاكَ أَم ضَرَبُ وَوَجهٌ ذاكَ أَم قَمَرٌ وَخَدٌّ ذاكَ أَم ذَهَبُ جَمالٌ غَيرُ…
عسى منهل يصفو فيروي ظمية
عَسى مَنهَلٌ يَصفو فَيَروي ظَميَةٍ أَطالَ صَداها المنهَلُ المُتكَدِّرُ عَسى بِالجَنوبِ العارِياتِ سَتَكتَسي وَبِالمُستَذَلِّ المُستَضامِ سَيُنصَرُ عَسى جابِرُ…
ما بال نفس تطيل شكواها
ما بال نفس تطيل شكواها إلى الورى وهي ترتجي اللَه يفسد إخلاصها شكايتها ذاك الذي راعها وأرداها لو…