أَتَدري أَيَّ ذُلٍّ في السُؤالِ
وَفي بَذلِ الوُجوهِ إِلى الرِجالِ
يَعِزُّ عَلى التَنَزُّهِ مَن رَعاهُ
وَيَستَغني العَفيفُ بِغَيرِ مالِ
إِذا كانَ النَوالُ بِبَذلِ وَجهي
فَلا قُرِّبتُ مِن ذاكَ النَوالِ
مَعاذَ اللَهِ مِن خُلُقٍ دَنيءٍ
يَكونُ الفَضلُ فيهِ عَلَيَّ لا لي
تَوَقَّ يَداً تَكونُ عَلَيكَ فَضلاً
فَصانِعُها إِلَيكَ عَلَيكَ عالِ
يَدٌ تَعلو يَداً بِجَميلِ فِعلٍ
كَما عَلَتِ اليَمينُ عَلى الشِمالِ
وُجوهُ العَيشِ مِن سَعَةٍ وَضيقٍ
وَحَسبُكَ وَالتَوَسُّعَ في الحَلالِ
أَتُنكِرُ أَن تَكونَ أَخا نَعيمٍ
وَأَنتَ تَصيفُ في فَيِءِ الظِلالِ
وَأَنتَ تُصيبُ قوتَكَ في عَفافٍ
وَرَيّا إِن ظَمِئتَ مِنَ الزُلالِ
مَتى تُمسي وَنُصبِحُ مُستَريحاً
وَأَنتَ الدَهرَ لا تَرضى بِحالِ
تُكابِدُ جَمعَ شَيءٍ بَعدَ شَيءٍ
وَتَبغي أَن تَكونَ رَخِيَّ بالِ
وَقَد يَجري قَليلُ المالِ مَجرى
كَثيرِ المالِ في سَدِّ الخِلالِ
إِذا كانَ القَليلُ يَسُدُّ فَقري
وَلَم أَجِدِ الكَثيرَ فَلا أُبالي
هِيَ الدُنيا رَأَيتُ الحُبَّ فيها
عَواقِبُهُ التَفَرُّقُ عَن تَقالِ
تُسَرُّ إِذا نَظَرتَ إِلى هِلالٍ
وَنَقصُكَ أَن نَظَرتَ إِلى الهِلالِ