خذي قِسْطاً من النكرانِ
بعضاً
وارجمي سهري
وردي عنفَ أخيلتي
ـ بكلِّ برودةِ الدنيا ـ
إذا جاءتكِ فاعتذري
دعي عنكِ العتابَ المـرَّ
أدري أنني شبقٌ ..
بسردِ اللومِ والعُتْـبى
على الأحبابِ من صغري
وأعرفُ أنني رجل ٌ
يُقيلُ عثارَ قافلةٍ
ويصفحُ عن مساوئها
ولن تجديهِ من عَثَر ِ
لمن شكواه ..
لا يعنيكِ هذا الأمرُ
لا يعنيكِ ما أنجبتِ من كدر ِ
بمن ضحَّى ـ وليس العيدُ في الأبوابِ ـ
لا يعنيكِ ما ضحى
وان قامت خرائبُ حزْنهِ تسعى
إلى بوابةِ الذّكر ِ
خُذي زاداً من النسيانِ
قد تشقيكِ ذاكرة ٌ
إذا ما كنتِ سيدتي على سفر ِ
خُذي نفحاً من الهجرانِ
لا تستسلمي للينِ
كوني مثلما أدري
جمالا قُـدَّ من حجر ِ
***
دعي حزني
دعي ما شئتِ من سهري
ذريني أحرثُ الماضي
وكوني فرحةَ الأيامِ يا قمري
دعي أشيائيَ الصُّغرى
دعي لي أمرَ ما يبديه هذا الليلُ
من طولٍ ومن قِصَرِ
ومن منفى بكاءِ الحرفِ
تحتَ تساقُطِ الألحانِ من وتري
فلي وحدي مقامُ الجهلِ بالتاريخ
مما قال ، مما خطَّ ، مما صاغَ من عِبـَرِ
أنا وحدي ولي وحدي
مقامُ النظرةِ الكبرى
وأنتِ اللوحةُ الكبرى على نظري
***
دعي خوفي إذا ما غبتِ ساعاتٍ
وصارتْ بعدك الساعاتُ ذئباً يقتفي أثري
كذئبٍ كاملِ الأطرافِ
من أشباههِ وجعي
ومن أنسابهِ حذري
دعي سهري
دعي لي صيفَكِ المنسيَّ
ماءَ الوردِ ، حفلَ الزارِ
كلَّ تنُّكرِ الغاباتِ للمطرِ
فمن أنباكِ عن أَلَقي
تناسى أن يفي بالوعدِ أن ينبيكِ عن قدري
وأني أغزلُ الأشواقَ
أرمي في ثراكِ النردَ
بحثاً عنك سيدتي وعن خبرِ
***
هبي أني
نسيتُ وجئتُ منتظراً
لقاءً كنتِ قامتهُ
بليلٍ كنتِ غابَتهُ
فلا تأتي لمحرقتي وإن ألححتُ فاعتذري
فلا يعنيكِ أمرُ الحزنِ في صدري
ولا يعنيكِ شأنُ الخوفِ
لا يعنيكِ ما حطمتِ من صورِ
وكم حطمتِ من صورِ
هَـبَي أني ..
فهذي عادةُ الأشواقِ
إن جاءتكِ رُدِّيها
ولا تتأملي فيها
لأنكِ إنْ تروميها
عرفتِ فداحةَ الضررِ
وإنكِ إنْ تروميها
لمستِ نعومةَ الأشواكِ والأبرِ
وإنكِ إنْ تري فيها
قرأتِ قصيدةَ الأحزانِ في موسوعةِ التترِ
***
أجل لا تأسفي أبداً
وردي شيمةَ النكرانِ واختصري
دعي لي رتقَ ما قد بانَ من خرقٍ
وما أدركتُ من مجدٍ ومنحدرِ
أنا مازلتُ مجبولاً من الإخلاص سيدتي
أنا مازلتُ مصلوباً كما التاريخُ بالسّيرِ
أنا ما زلتُ ذاك المنتمي شجراً
وذاك المنحي حجراً
وغصنٌ مالَ بالثمرِ
دعي لي شبهةَ اللاوقتِ
خارجَ حسبةِ التاريخِ منسياً
أزاحمُ في المدى وحدي
وأكتبُ عنكِ يا قمري
دعي لي ما يريكِ الآن ما يرضيكِ
ما يشقيكِ ذا شأني كأني موكلٌ بالحزنِ
وحدي موكلٌ بالحزنِ من صغري
اقرأ أيضاً
ذو العقل من أصبح ذا خلوة
ذو العَقلِ مَن أَصبَحَ ذا خَلوَةٍ في بَيتِهِ كَالمَيتِ في رَمسِهِ مُنفَرِداً بِالفِكرِ عَن صَحبِهِ مُستَوحِشاً بِالإِنسِ مِن…
ما كنت في بخس الجزاء بمشبه
ما كنتَ في بخس الجزاء بمشبهٍ إلا كَنِيَّك يا أبا أيوبِ وأَراك أيضاً مثلَهُ في جودهِ للراكبين بظهره…
لا يرهب الموت من كان امرأ فطنا
لا يَرهَبُ المَوتَ مَن كانَ اِمرِأً فَطِناً فَإِنَّ في العَيشِ أَرزاءً وَأَحداثا وَلَيسَ يَأمَنُ قَومٌ شَرَّ دَهرِهِم حَتّى…
كذا يهلك السيف في جفنه
كذا يهلِك السَيفُ في جِفنِه إِذا هَزَّ كَفّي طَويلُ الحَنينِ كذا يَعطِش الرُمح لَم أَعتَقِلهُ وَلَم تَروه مِن…
فتى إن أجد في مدحه فلأنني
فتى إن أُجِد في مدحه فلأنني وجدت مجالاً فيه للقول واسعا وإن لا أُجِد في مدحه فلأنني وثقت…
أمولاي الذي آوي به في
أمَولاَيَ الَّذِي آوِي بِهِ فِي سُمُومِ الحَادِثَاتِ إلَى مَقِيلِ وَجَدتُكَ فِي ذَوِي المُلكِ اعتِدَالاً وَخِصباً كَالرَّبِيعِ مِنَ الفُصُولِ…
لا يسكن اللفظ البديع حلاوة
لا يسكن اللفظَ البديعَ حلاوةٌ حتى يكون ثَناك من أركانِهِ ويظلُّ بيتُ الشعرِ قَفْرا خاليا ما لم تكن…
لا تنظرن لملبس وانظر إلى
لا تنظُرَنَّ لملبَسٍ وانظُر إلى ما تحتَهُ من فِطنَةٍ وَبَيانِ ذِهنٌ كَأنَّ النارَ منهَ أُشعِلَت وَفَصاحَةٌ تربى عَلى…